المحيط الأطلسي أو المحيط الأطلنطي هو ثاني أكبر محيط في العالم بعد المحيط الهادئ، بحيث يغطي خمس مساحة الكرة الأرضية تقريبا. تأتي تسميته بالمحيط الاطلسي من الميثولوجيا الاغريقية التي تعني بحر اطلس.
ينقسم إلى جزئين رئيسين: المحيط الأطلسي الشمالي والمحيط الأطلسي الجنوبي. تطل كل من قارات أوروبا وأفريقيا عليه من جهة الشرق وقارات أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية عليه من جهة الغرب.
كما تحده جزيرة گرينلاند من الشمال وقارة أنتارتيكا من الجنوب.
المحيط الأطلسي أهم منطقة تجارية في العالم. وقد تجمعت حول سواحله معظم الأقطار الصناعية. سماه الرومان القدامى أطلس نسبة لجبال الأطلس الممتدة على الجناح الغربي للبحر الأبيض المتوسط. وهي ترسم الحدود الطبيعية للعالم القديم.
فهرس :
1 الموقع والمساحة
2 شواطئ وجزر المحيط الأطلسي
3 قاع المحيط
4 الحرارة
5 التيارات البحرية
6 مياه الأعماق ومياه القاع
7 البيئة الحيوية
8 الناس والمحيط
9 الموانئ الرئيسية
10 انظر أيضاً
11 الهامش
12 وصلات خارجية
الموقع والمساحة
يغطي المحيط الأطلسي مساحة تقدر بـ81,500,000كم²، تضاف لها الخلجان لتصبح المساحة 106ملايين كم².وتغطي مياه المحيط خُمس مساحة الأرض، وتمثل ثلث المياه السطحية. وتشير الخريطة إلى أن المحيط الأطلسي يتصل بأوروبا وإفريقيا على الضفة الشرقية، بينما تحده الأمريكتان الشمالية والجنوبية غربًا. وفي الخريطة يشبه المحيط الأطلسي ساعة رملية، ويسمى طرفاها العريضان شمالي وجنوبي المحيط الأطلسي.
ليس للمحيط حدود شمالية، وأخرى جنوبية بمعنى الكلمة؛ لأنه يتصل بالمحيطين القطبيين شمالاً وجنوبًا. ويعدّ العلماء الدائرتين القطبيتين ـ شمالاً وجنوبًا ـ الحدود الطبيعية للأطلسي. ولذلك يمكن القول: إن المحيط الأطلسي يمتد على طول14,000كم. ويعتقد بعض العلماء أيضًا أن المحيط القطبي غير منفصل عن المحيطات الثلاثة: الأطلسي والهندي والهادئ. فإذا أخذنا هذه النظرية أضفنا 2,000 كم إلى طول المحيط ليصبح في النهاية 16,000 كم.
وتمتد أوسع مساحة من المحيط بين فلوريدا وأسبانيا على مسافة 6,679كم. ثم إذا اعتبرنا خليج المكسيك جزءًا من المحيط، أصبحت المسافة بين فلوريدا وأسبانيا 8,000 كم، أي بزيادة 1,312كم. وعرض المحيط من جهة الشمال ما بين جرينلاند والنرويج لا يتعدى 1,500كم.
شواطئ وجزر المحيط الأطلسي
يمتد الساحل الشرقي للمحيط على طول 51,500كم. والساحل الغربي على طول 88,500 كم. وفي السواحل الأوروبية والأمريكية الشمالية خلجان ورؤوس، تجعل منها ضفة متقطعة بخلاف السواحل الإفريقية والأمريكية الجنوبية المتناسقة. وتتضمن السواحل الشرقية بحر النرويج وبحر الشمال والبلطيق والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وضمن السواحل الغربية خليج سانت لورنس وخليج المكسيك والبحر الكاريبي، وفي الشمال نجد الجزر البريطانية و آيسلندا وجرينلاند ونيوفاوندلاند وجزر الهند الغربية وجزر الأزور وجزر الكناري وكيب فيرد.
قاع المحيط
يبلغ أقصى عمق للمحيط 4,000م، إلا أن قاعه غير متساوٍ؛ إذ ترتفع فيه نتوءات فوق سطح الماء تسمّى الفريز القاري. كما توجد في القاع أعماق لا يمكن سبر أغوارها وهي اللجج.
يوجد الفريز القاري على عمق 150م تحت سطح المحيط، ويصل عرضه قرب أمريكا الشمالية إلى أقل من 480كم، وكذلك قرب جنوبي أمريكا الجنوبية ومعظم أوروبا. ويصل عرضه حول الشواطئ الإفريقية وشمالي أمريكا الجنوبية إلى أقل من 160كم. وتفصل بين هذه الفريزات القارية أعماق محيطية. وفي الأعماق سهول ممتدة على طول4,270م إلى 5,490م في القاع، وأبعدها عمقًا في المحيط هو عمق ميلووكي، ويقع على بعد 8,648 م في الأعماق، ومنه يتكون جزء من وادي بورتوريكو، وهو انخفاض عميق في القاع. وفي أعلى البحار، توجد نتوءات صخرية في وسط المحيط الأطلسي، وتمتد بين آيسلندا والقطب الجنوبي، تأخذ قاعدتها في عمق يتراوح بين 2,100م و3,000م تحت سطح الماء، وتظهر في بعض الأماكن ومنها جزر أسنشن وجزر الأزور وكذلك جزيرة آيسلندا، وجزيرة سيورتسي، وهي جزيرة بركانية قرب آيسلندا.
ويمتد صدع قمة السلسلة الجبلية في وسط المحيط الأطلسي. ويعتقد العلماء أن هذا الوادي العميق يفصل بين مجموعتين من الصفائح الصلبة التي تكون القشرة الأرضية التي تحتوي على الغلاف الصخري والجدار الخارجي. ويعتقد أن الصفيحتين تتحركان باستمرار من الشرق نحو الغرب في غالب الأحيان، فتنتج عن هذه الحركة تشققات في قعر الأودية فتملؤها أحجار مسبوكة ـ ذائبة تحت الحرارة ـ فإذا جمدت وتصلبت تتكون منها قيعان أخرى للبحار. وبفعل هذه الظاهرة، تتسع أرضية المحيط بمساحة 2,5سم كل سنة. انظر: الزحف القاري.
أرضية المحيط الأطلسي مستودع للفلزات الثمينة والمنشآت النفطية التي تدير الآبار النفطية في شمالي القارة الأمريكية وفي بحر الشمال. كما تحتوي سلسلة الجبال في وسط المحيط الأطلسي على خامات فلزات النحاس والحديد والزنك، إلا أن فاعلية الطرائق المستعملة لاستخراج هذه الفلزات العمقية لم تبلغ بعد حد الكمال.
الحرارة
تتفاوت درجات الحرارة على سطح المحيط ما بين 27°م ودرجتين تحت الصفر. وتتساوى درجة الحرارة السطحية مع الكتلة المائية على سُمك 30م إلى 120م. كما تنخفض درجة حرارة الماء بزيادة التوغل في العمق، بينما تستقر حرارة الأعماق عند درجة التجمد.
التيارات البحرية
هي عديدة وتتحرك عبر الأعماق على آلاف الأمتار، ففي الشمال، تيار الخليج الذي يحمل المياه الدافئة من المناطق المدارية إلى الساحل الأوروبي، ولذلك لا يتكون الثلج في معظم موانئ شمال غربي أوروبا. وينطلق تيار لبرادور من المحيط المتجمد شمالاً بين جرينلاند وكندا، وهو تيار بارد ويمتد جنوبًا إلى نقطة التلاقي مع تيار الخليج، حيث ينتهي ويؤدي إلى برودة المناخ في الساحل الشمالي لكندا وشمال شرقي الولايات المتحدة، ومنه أيضًا جبال الجليد يحملها من الشمال، فتقف حجر عثرة أمام الملاحة في المنطقة.
التيارات في جنوبي المحيط الأطلسي أضعف منها في الشمال وذلك لضعف أنظمة الرياح الجنوبية. ويحمل تيار البرازيل مياهًا دافئة من المناطق الاستوائية نحو الجنوب عبر السواحل الأمريكية الجنوبية. ويجري تيار فوكلاند على طول ساحل الأرجنتين شمالاً حتى يلتقي بتيار البرازيل، وهو ـ أي تيار فوكلاند ـ تيار بارد. وفي شمال إفريقيا يجري تيار بنجويلا تجاه الساحل الجنوبي الغربي لإفريقيا. انظر: المحيط.
مياه الأعماق ومياه القاع
يتجمد الماء في المحيط بتأثير المناخ البارد بجوار القطب الجنوبي، والثلج هنا يكون عذبًا مع أن ماء البحر مالح، فتكون النتيجة أن الماء الذي لم يتجمد يحتوي على كميات كبيرة من الملح، ويبقى حول كتلة الثلج في حالة برودة شديدة؛ فتعلو كثافته لكثرة الملح فيه وبرودة الطقس من حوله. ويهبط هذا الماء الثقيل في البحر إلى القاع وينتشر إلى مناطق بعيدة. وهكذا فقد تعرَّف العلماء على مياه القطب الجنوبي الباردة في شمال نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية.
تتكون مياه العمق التي تنطلق من شمال المحيط الأطلسي، بطرق عديدة: المياه عالية الملوحة والمنطلقة من تيار الخليج تختلط بالمياه الباردة المنطلقة من القطب الشمالي في جرينلاند، وفي فصل الشتاء، تهب الرياح وتزداد هذه المياه المختلطة برودة ثم تغوص في القاع. وتجري فوق مياه القاع تجاه الجنوب حول القطب الجنوبي. وهي ما يسمى مياه الأعماق.
للمحيط الأطلسي مورد آخر لتزويده بمياه الأعماق؛ إنه البحر الأبيض المتوسط، وماؤه مالح أكثر من مياه المحيط بسبب التبخر الشديد. وتصب مياه البحر الأبيض المتوسط في المحيط عبر مضيق جبل طارق وليس العكس، بسبب كثافة الملح في مياه المتوسط. وتغوص في الأعماق إلى أبعد من 910م. ومن مكانها هناك، تنتشر في شكل شريحة رقيقة فوق المياه الشديدة الكثافة الآتية من جرينلاند.
البيئة الحيوية
يأوي المحيط الأطلسي على مساحته الواسعة مختلف الأسماك والحيوانات البحرية التي تتغذى بالنباتات المتراكمة في القاع، وتطفو على وجه الماء نباتات أخرى لتأخذ حاجتها من الضوء. وتحتوي المياه السطحية المجاورة للرفوف القارية على عناصر مهمة من المعادن، تساهم بوجودها على ازدهار النباتات، وبجوارها تتكاثر الأسماك والحيوانات الأخرى. وهكذا في السواحل الإفريقية الغربية، وفي أقصى المناطق شمالاً وجنوبًا.
تقوم التيارات الجارية في المحيط برفع المعادن من العمق إلى السطح. والمحيط الأطلسي يزود العالم بما يقارب الثلث من مجموع مصايد الأسماك والمحار. ومعظم موارد البحر توجد في المياه السطحية في منحدر دوجر بمنطقة بحر الشمال، والمناطق الجنوبية الشرقية من نيوفاوندلاند وكندا.
الناس والمحيط
اكتشف التجار الفينيقيون حوض المحيط الأطلسي منذ القرن الثامن قبل الميلاد. وتوغلوا في منطقة جبل طارق لإجراء المبادلات التجارية على امتداد السواحل المغربية والأسبانية. وغالب الظن أنهم وصلوا إلى الجزر البريطانية شمالاً، ومن هناك إلى إفريقيا الجنوبية وذلك حوالي القرن السابع قبل الميلاد. وفي القرن التاسع الميلادي، كان الفايكنج يجوبون مناطق الأطلسي الشمالي، ثم بعد ذلك بقرنين من الزمن، أقاموا مستعمرات في جرينلاند وآيسلندا. وأبحروا بعيدًا إلى أمريكا الشمالية واستمرت الاكتشافات حول المحيط الأطلسي إلى القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين تتوالى بسرعة؛ إذ كان التجار يبحثون عن مسالك أخرى من أوروبا إلى جزر التوابل أو جزر الهند الشرقية. هكذا تقدمت صناعة المراكب، وتحسنت طرق الملاحة البحرية؛ فأخذ الأوروبيون يكتشفون معظم السواحل الإفريقية الغربية في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي. ومنهم البحار البرتغالي بارتلوميو دياز الذي أبحر إلى الطرف الجنوبي لإفريقيا عام 1487م، ثم كريستوفر كولمبوس الذي انطلق من أوروبا في اتجاه أمريكا الشمالية سنة 1492م، مبرهنًا بخطواته تلك على سلامة الملاحة في المحيط الأطلسي غربًا، مما أقنع الأوروبيين من جميع الجنسيات بمواصلة الاستكشافات عبر المحيط الأطلسي في جميع الاتجاهات. ثم قام الاختصاصيون البريطانيون في علوم المحيطات، ببحوث في أرضية المحيط فحصلوا على عينات منها، وعلى عدد من حيوانات ونباتات الأعماق، وكانوا يجرون أبحاثهم على متن السفينة التجريبية تشالنجر في الفترة بين عامي 1873 و1876م.
في الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، شرع العلماء يستعملون السونار لسبر أعماق البحار. وهو آلة إلكترونية للكشف تعتمد على الذبذبات، وكانوا من قبل يطلقون حبلاً غليظًا في وسط الماء إلى القاع. وفي منتصف ستينيات القرن العشرين الميلادي، اختفى الحبل وحل محله السونار وآلات إلكترونية أخرى، مكّنت صانعي الخرائط من رسم الكثير عن قاع البحر.
في الستينيات والسبعينيات من القرن العشرين الميلادي أجرى العلماء في مشروع الحفريات القاعية دراسات علمية عميقة، وعلى إثرها انطلق العلماء الأمريكيون على متن سفينة التفتيش جلومار تشالنجر، وقاموا بحفر ما يقارب مائة حفرة في أرضية المحيط، كما حصلوا على عينات من بقايا حيوانات ونباتات العصور الغابرة، وعلى معادن في الأعماق على بعد 910م، وتفحص العلماء هذه النماذج لتحديد عمرها. فتوصلوا إلى معرفة العصر الجيولوجي لمختلف مناطق المحيط، وأكدوا أن قيعان المحيط قرب السواحل ضاربة في القدم أكثر من السلاسل الجبلية في وسطه، كما أثبتت هذه الاكتشافات أن أرضية المحيط تكونت تدريجيًا في العصور الغابرة المتراوحة بين 130 و200 مليون سنة.
في الستينيات من القرن العشرين الميلادي، أخذت بعض مناطق المحيط المتاخمة للمدن الكبرى تتلوث بدرجة ملحوظة؛ إذ تحمل الوديان مياه الصرف الصحي إلى المحيط، كما تحمل الرياح أنواع المبيدات الحيوانية والنباتية لمياه المحيط، وتتدفق فيه أيضًا كميات النفط المتسربة من الناقلات عند شقها عباب المحيط.وتضررت ـ بسبب هذه النفايات ـ جميع أنواع مصايد الأسماك في المناطق الساحلية. ويعتقد العلماء أن الضرر لم يبلغ منطقة أعالي البحار، وإنما بقي محصورًا في المناطق الساحلية. وفي منتصف السبعينيات من القرن العشرين، أصدر عدد من الدول مجموعة قوانين لمنع المزيد من تلوث مياه المحيط الأطلسي.
المصدر : المعرفة الشاملة