لماذا جاء يسوع
لماذا جاء يسوع (4)
جاء يسوع ليعطينا الخلاص الثمين
تختلف الطوائف في تعريف ما هو الخلاص وكل طائفة تجزم إنها هي الصح ولذلك أنا قررت أن ادرس ما هو الخلاص في الإنجيل وفي أقوال آباء الكنيسة الأولى. واعتقد أني في هذه الدراسة سأكون أمينة في الآيات التي سأدرسها وأيضا في تفسير آباء الكنيسة الأولى.
أعمالنا لا تكفي لخلاصنا
أولا أريد أن أوضح شيء غائبا عن معظم المسيحيين وهو إننا لا نستطيع بأعمالنا أن نحصل على خلاص يسوع وإلا لم يكن من المحتم أن يسوع يتجسد ويتألم ويصلب. أريد أن أوضح هذه الحقيقة تماما وهي انك لن تستطيع أن تخلص بأعمالك " وقد صرنا كلنا كنجس وكثوب عدة كل أعمال برنا وقد ذبلنا كورقة وآثامنا كريح تحملنا" {أش64: 6}
واضح من الآية السابقة إن كل أعمال برنا، أي صلاح نفعله كثوب عدة (وهي تعني الثياب القذرة جدا filthy rags) فهذا يعني انك مهما فعلت الصلاح فهذا لا يكفي في نظر إلهنا لأنه قدوس جدا. والإنجيل يذكر انه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة ولهذا جاء يسوع من السماء إلى ارض الشقاء لكي يسفك دمه على الصليب لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة. إذا مهما كانت أعمالنا فهي لا تكفي لخلاصنا. " لأنه إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر.ولكن ليس لدى الله. لأنه ماذا يقول الكتاب.فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا. وأما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له برا" {رو4: 2-5}الآيات تقول إن إبراهيم إذا قد تبرر بالأعمال فله فخر ولكن هذا الفخر غير محسوب تماما لدى الله. إن إبراهيم آمن بالله فحسب له برا
ما هو المطلوب لخلاصنا
أولا دم يسوع المسفوك على الصليب لأنه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة لذلك أي إنسان يؤمن أن أعماله ستخلصه فهو غلطان جدا جدا.
ثانيا التوبة الحقيقة من القلب والمعمودية " فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الرجال الاخوة. فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس. لان الموعد هو لكم ولأولادكم ولكل الذين على بعد كل من يدعوه الرب إلهنا" {أع2: 37-39}
من هذه الآيات يتضح لنا إن الخلاص يتم عندما يسمع الإنسان رسالة الخلاص كما وعظها بطرس للثلاثة الآلاف نفس " فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم" وعندما قالوا للرجال المسيحيين ماذا نصنع بعد أن سمعوا رسالة الخلاص قال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس.
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم في مجموعة نيقية، المجموعة الأولى المجلد 11 صفحة 102
How is it that it came into the minds of those three thousand and five thousand straightway, to choose virtue, and that they simultaneously became Christian philosophers.
وترجمة الكلمات السابقة هي: كيف أن الثلاثة الآلاف والخمسة الآلاف في الحال وفورا اختاروا أن يتبعوا الفضيلة والصلاح والعفة وفي آن واحد اصبحوا فلاسفة مسيحيين. ومن هذه الكلمات يتضح لنا أن خلاص الإنسان ممكن أن يكون في الحال وفورا كما كتب القديس يوحنا ذهبي الفم في الكلمات السابقة.
ثالثا يجب أن حياتنا تعبر عن خلاصنا. بمعنى أن كل تصرفاتنا تعبر عن الميلاد الثاني. منذ فترة قصيرة تقابلت مع سيدة قبلت يسوع المسيح كمخلص ورب وقالت لي عندما ولدلت ولادة جديدة حياتي تغيرت تماما لم اعد أتصرف كما كنت أتصرف وأصبحت أريد أن افعل كل شيء في حياتي حسب الإنجيل. لقد تغيرت حياتها تماما.
هل من الممكن آن تتغير حياة الإنسان في فترة قصيرة جدا؟
من سفر أعمال الرسل نرى إن الثلاثة الآلاف خلصوا في الفور والحال كما شرح القديس يوحنا ذهبي الفم. وأيضا ذكر سفر أعمال الرسل كيف أن بولس الرسول خلص ودعي للخدمة في خلال دقائق. وأيضا السجان الذي كان مسؤول عن السجن الذي كان به بولس وسيلا " فطلب ضوءا واندفع إلى داخل وخرّ لبولس وسيلا وهو مرتعد. ثم أخرجهما وقال يا سيدي ماذا ينبغي أن افعل لكي اخلص. فقالا آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك. وكلماه وجميع من في بيته بكلمة الرب. فأخذهما في تلك الساعة من الليل وغسلهما من الجراحات واعتمد في الحال هو والذين له أجمعون. ولما اصعدهما إلى بيته قدم لهما مائدة وتهلل مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله" {أع16: 29-34}كان كل المطلوب من هذا السجان أن يؤمن بالرب يسوع ويتعمد فيخلص في الفور والحال. وأيضا اللص اليمين الذي خلص في اقل من دقيقة. والبعض يقول إن الآية تقول تتموا خلاصكم في خوف ورعدة والرد على ذلك إن الآية ترجمتها الصحيحة هي اعملوا بخلاصكم بخوف ورعدة. إذا يجب أن نعمل بخلاصنا في كل وقت.
مطلوب الاعتراف بفمك والإيمان بقلبك أن يسوع المسيح أقامه الله من الأموات لكي تخلص
"لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت"{رو9:10}
لن ترى إنسان اختبر خلاص يسوع المسيح في حياته وإلا ووجدته يتكلم عن يسوع المسيح وعن كيفية التغيير الذي حدث في حياته. وسوف ترى أيضا أن قلبه مليء بالأيمان إن يسوع المسيح أقامه إلهنا الصالح من الأموات
حياة الإنسان الذي يعيش حياة التوبة
إن الإنسان الذي خلص بسفك دم يسوع المسيح وتعمد وعاش حياة التوبة لابد أن حياته تعبر عن هذا الخلاص الثمين. لن ترى هذا الإنسان يخطئ براحة ضمير. لن ترى هذا الإنسان ينصب على السنتر لنك وكأن شيء لم يكن. لن ترى هذا الإنسان يشتم أو يرآي. سترى حياته تعبر عن يسوع المسيح حي في حياته. أما إذا كان الإنسان يعيش حياته بالطول والعرض فهو إنسان لم يختبر خلاص يسوع المسيح. قد تقول أنا أتناول كل أسبوع، أقول لك انك تأخذ دينونة لنفسك كل مرة تتناول فيها بدون استحقاق. الإنجيل يقول " إذا أي من أكل هذا الخبز أو شرب كاس الرب بدون استحقاق يكون مجرما في جسد الرب ودمه. ولكن ليمتحن الإنسان نفسه وهكذا يأكل من الخبز ويشرب من الكأس. لان الذي يأكل ويشرب بدون استحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميّز جسد الرب. من اجل هذا فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون. لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حكم علينا. ولكن إذ قد حكم علينا نؤدب من الرب لكي لا ندان مع العالم" {1كو11: 27-32} هذا هو المطلوب منا قبل التناول، أن نمتحن أنفسنا ونتوب عن خطايانا التي فعلناها بمعرفة والتي فعلناها بغير معرفة.
عمل النعمة في الخلاص
"ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح.بالنعمة انتم مخلّصون. أقامنا معه أجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع ليظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. لأنكم بالنعمة مخلّصون بالإيمان وذلك ليس منكم.هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد" {أف2: 5-9} بالنعمة انتم مخلصون أي أن الله الآب أحيانا مع المسيح ونحن كنا أموات بالخطايا وبنعمته خلصنا. ويكرر هذا المعنى ويقول " لأنكم بالنعمة مخلّصون بالإيمان وذلك ليس منكم.هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد" نحن خلصنا بالنعمة لان أحد معاني النعمة باليوناني الذي كتب به العهد الجديد هو favor وهذا يعني فضل أو مساعدة أو منً على. إن الخلاص بالنعمة هو عطية إلهنا الصالح لأن إلهنا الصالح تفضل ومنً علينا وساعدنا بنعمته. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد. اكرر هذه الحقيقة أن الخلاص لا نأخذه بالأعمال كي لا يفتخر أحد. وأقول مرة أخرى إن كان الخلاص بالأعمال ما كان جاء يسوع المسيح إلى الأرض وتجسد وتألم وصلب.
"الذي خلّصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية" {2تي 1: 9}من هذه الآية نرى إن يسوع دعانا دعوة مقدسة حسب القصد والنعمة. إن يسوع المسيح خلصنا ودعانا حسب القصد والنعمة ولا حسب أعمالنا.
"فان كان بالنعمة فليس بعد بالأعمال.وإلا فليست النعمة بعد نعمة.وان كان بالأعمال فليس بعد نعمة.وإلا فالعمل لا يكون بعد عملا." {رو11: 6}نحن خلصنا بالنعمة وهذا ليس فكر بروتستنتي ولكنه فكر الإنجيل.
استفيد من فيض نعمة يسوع المسيح
"لأنه إن كان بخطية الواحد قد ملك الموت بالواحد فبالأولى كثيرا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح" {رو5: 17}إذا كنت تؤمن أن يسوع المسيح مات على الصليب لكي يعطيك غفرانه من دمه المسفوك على الصليب فأنت تأخذ من فيض نعمته وستملك معه في الحياة بيسوع المسيح.
لا تعيش حياتك لنفسك ولكن عش حياتك للذي مات لأجلك وقام
"وهو مات لأجل الجميع كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام." {2كو5: 15}
كلمة أخيرة أقولها لكل من يقرأ هذه المقالة، إذا كنت تشعر بعد قرأة هذه المقالة انك فعلا وصلتك رسالة الخلاص وانك تشعر أن يسوع المسيح سفك دمه على الصليب من اجل خلاصك فعليك أن تعيش بالكامل ليسوع المسيح. عليك أن تقرأ الإنجيل كل يوم بدقة وبروح الصلاة حتى يكشف لك الروح القدس أخطائك التي يجب أن تتوب عنها وأيضا يكشف لك الروح القدس ما هو المطلوب منك أن تفعله كمسيحي. وأريد أن اذكر هنا إن الروح القدس سيمحصنا كالفضة حتى نتنقى من كل الشوائب التي في حياتنا. يجب أن نعيش حياتنا فيما بعد لا لأنفسنا بل للذي مات وقام من أجلنا. الرجاء عندما تذهب إلى مكان ما مثل حفلات الأفراح أن تسأل نفسك هذا السؤال: هل يسوع المسيح سيكون جالس بجانبي وهو مستريح جدا أم انه سيقف على باب صالة الأفراح ويقف حزين خارجا. الرجاء من كل إنسان يقول أنا مسيحي أن يكون مدقق في تصرفاته " فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء مفتدين الوقت لان الأيام شريرة. من اجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب. ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب"{أف5: 15-19} سامحوني لأني سأذكر هذا الجزء من الآية وهي " من اجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب" إن الإنسان الذي لا يفهم ما هي مشيئة ربنا في حياته، ومنها عدم الجلوس في أماكن مليئة بالصخب، إن الإنجيل يدعو هذا الإنسان غبي. إن هذا ليس تعبيري ولكنه تعبير الإنجيل.
قارن حياتك بالمكتوب سابقا
الرجاء إن كل من يقرأ هذه المقالة يقارن حياته ويسأل نفسه هل أنا اشعر بخلاص يسوع في حياتي؟ وان كنت اشعر بخلاص يسوع ، هل آنا أعيش بما يرضي الهي الصالح؟....لنا بقية