كانت العقوبة أن الله "قَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكًا وَحَسَكًا تُنْبِتُ لَكَ، وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ»" (سفر التكوين 3: 19). وطُرِد الإنسان من الجنة، وفقد حضرة الله التي كانت معه في الجنة، وفقد بساطته، وتغيرت الطبيعة كلها..
فلم يكن العقاب فقط هو آلام المرأة وقت الولادة، بل عوقِب آدم كذلك، وعوقبت البشرية كلها.. وقد حمل المسيح عقوبة الموت نيابة عن البشرية.. ولكننا لم ننل حكم البراءة، فنحن خطاة.. Ich
في الواقع أن عقوبة الخطية كانت هي الموت، وقد جاء المسيح ليخلصنا من الموت، فمات عنا.
هذه هي الوصية التي أوصي بها الله أبانا آدم:
"وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتا تموت" (تك 2: 17). وهذا أيضا ما فهمته حواء وما ذكرته في حديثها مع الحية: "واما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا" (تك 3: 3).
وهذا هو تعليم الكتاب فقد قال الرسول:
"لان أجرة الخطية هي الموت" (رو 6: 23).
وعن هذا الموت قال أيضا: "وانتم إذ كنتم أمواتا بالذنوب والخطايا" (اف 2: 1)، "ونحن أموات بالخطايا، أحيانا مع المسيح" (أف 2: 5)، (كو 2 : 13).
ولان أجرة الخطية هي الموت، كان الفداء هو الطريق الوحيد إلي الخلاص، إذ تموت نفس عوضا عن نفس، وكان هذا هو جوهر فكرة الذبائح في العهد القديم، وجوهر صلب المسيح وموته عنا، وقد تعرضنا لهذا الأمر في أكثر من موضع هنا في موقع الأنبا تكلا.. ولهذا نقول أن المسيح حمل خطايانا علي الصليب ومات عنها.
أما التعب وأوجاع الحبل، فعقوبات عرضية.
ليست هي الأصل، ليست هي العقوبة الأصلية، إنما هي لمجرد تذكيرنا كل حين أننا أخطأنا، وحينئذ تكون للفداء قيمته في أعيننا، ولهذا استبقي الله هذه العقوبات العرضية لمجرد الذكري النافعة. والبعض قد يُعفى منها كالأطفال مثلاً، ويذكرونها حينما ينضجون.