اعدت الوكالة العربية السورية للأنباء تقريرا حول المحميات الطبيعية في سورية فيما يلي نصه
قامت سورية انطلاقا من ادراكها العميق باهمية الغابات كمصدر
للتنوع الحيوي وضرورة المحافظة عليها عبر السنوات الماضية بانشاء مجموعة من المحميات الطبيعية فى انظمة بيئية مختلفة بهدف تحقيق حماية بيئية واعادة الغطاء الحراجي المتدهور وحفظ الانواع المهددة بالانقراض والنادرة
وتنتمي سورية بغطائها الحراجي الى غابات البحر الابيض المتوسط
مع ماتتميز به من تنوع نباتي حسب المناطق المناخية المتواجدة فيها
وتشكل الغابات نحو/3ر2/ بالمئة من مساحتها وتؤدي دورا رئيسيا
فى حماية البيئة وزيادة نمو الانتاج الزراعي واستقراره ومكافحة التصحر وتثبيت الكثبان الرملية وتعتبر من الحلول المناسبة لمكافحة الملوحة ووقف تدهور التربة وزيادة المقننات المائية وتأمين علف للحيوانات بالاضافة الى دورها الكبير فى امتصاص غاز ثانى اوكسيد الكربون وتنقية الجو من الغبار والملوثات السامة واطلاق غاز الاوكسجين
وتبلغ مساحة الغابات الطبيعية والحراجية فيها حتى نهاية عام/1998/ اكثر من/428/الف هكتار منها/232/ الف هكتار غابات طبيعية تشكل الغابات السنديانية حوالى/58/ بالمئة منها
ويصل عدد المحميات الطبيعية في سورية الى نحو/30/ محمية
منتشرة فى مختلف المناطق منها الرعوي والاصطناعي والطبيعي ومن هذه المحميات محمية التليلة بالقرب من تدمر ومحمية جبل عبد العزيز في محافظة الحكسة ومحمية الشوح والارز فى جبال الساحل السوري في اللاذقية ومحمية جزيرة الثورة بالقرب من سد الفرات فى محافظة الرقة ومحمية عين الشعرة فى محافظة طرطوس
وتهدف هذه المحميات الى الحفاظ على النظم البيئة الجافة والرطبة
الحراجية وعلى الانواع الوراثية او التعرية الوراثية والحفاظ على
الانواع الرئيسية المشكلة لبقايا الغابات المتدهورة واعادة الغطاء الحيواني بالطيور قدر المستطاع والحياة البرية بالاضافة الى الفوائد الاقتصادية والاجتماعية البيئية من المحميات
ومن اهم هذه المحميات محمية الشوح والارز التي تقع فى الجزء الشمالي من سلسلة الجبال الساحليةعلى السفحين الغربي والشرقي لقمة النبي متى اعلى قمة فى الجبال الساحلية بارتفاع /1562/ م بالقرب من مصيف صلنفة وتبلغ مساحتها/1250/ هكتارا ويقدر عدد الكائنات الحية فيها باكثرمن/65/ نوعا منها الذئب و الثعلب والخنزير البري والسنجاب والغزال الجبلي والارنب البري والايل الاسمر وفأرالغابات والقنفذ والشحروروالعصفور والغراب الابقع والزيتوني وباشق العصافير والبومة الصغيرة والفراشات والجنادب كما يقدر عدد الانواع النباتية بنحو/200/ نوع منها النادر والمهدد مثل السنديان اللبناني والمرجان العريض الاوراق والسنديان الارزي والسوسن والقيقب والوروار الزهري
وكانت منطقة هذه المحمية موئلا للعديد من الانواع التي واجهت
الانقراض كالنمرالسوري حيث تشير الاستقصاءات والمشاهدات الى ان اخرصيد له كان في الستينات والدب البني السوري الذي اختفى قبل ذلك ايضا ويتم العمل على اعادته الى منطقته بانشاء محمية خاصة به
ومن المحميات الهامة ايضا فى سورية محمية التليلة الطبيعية
للحياة البرية فى البادية السورية وتقع على بعد/20/ كم من مدينة تدمرالاثرية وتبلغ مساحتها/22/ الف هكتار وتم فيها حصر النباتات المتنوعة ومنها المعمرة جدا حيث تسود الشجيرات القزمة والرعوية والرمث والشيح والقيصوم والقيباء السينائي الذي يحول دون التصحر الى جانب نباتات حولية تعتبر اعلافا هامة للحيوانات خلال اوقات محددة
وفى المحمية تم احصاء اكثر من مئة نوع من الحيوانات منها العقارب
والعناكب والحشرات مثل الخنافس والفراشات والبرمائيات كالضفادع والزواحف كالسحالي والثعابين وتم تمييز اكثر من سبعين نوعا من
الطيورواكثرها شيوعا القبرة وابو بليقة والصرد الزقزاق وانواع الجوارح والثدييات الصغيرة
وبما ان احد اهداف الادارة من المحمية هو اعادة الحيوانات المنقرضة
التي كانت تعيش فى المنطقة كالغزل والمها والنعام والحمار البري فقد تم فى كانون الاول عام/1996/ جلب حيوانات المها من الاردن والغزلان من السعودية حيث تلقحت فى المحمية وتوالدت وتكاثرت وهي تعيش الان بامان مع اخلائها
وحفاظا على هذه المحمية حظرت وزارة الزراعة منذ عام/1996/
جميع النشاطات البشرية فيها من رعي وزراعة او اشادة ابنية
وخيام او حفر الابار او القاء الاتربة والفضلات واقتصر السماح للعاملين فى مجالات البحث العلمي
ان اقامة المحميات الطبيعية خطوة متقدمة فى استرجاع مصادر
التنوع الحيوي واكثارها من جديد والنجاح فى ادارة التنوع البيولوجي
وحماية المصادر الوراثية الناتجة عن اقامة المحميات وفقا لجهود
السكان ولخيرهم وسعادتهم عن طريق ايجاد طرق عملية ووقائية جديدة تعتمد على المساهمة الفعالة من قبل السكان الذين يعيشون حول المحميات وضمنها وهو الضمان للاستمرار بتحقيق الغايات المنشودة من الحفاظ والصيانة للتنوع البيولوجى وحماية نظام المحميات واستخدامها بشكل عقلاني بل وتحقيق اهدافها التي انشئت من اجلها