آلية تشكل النجوم :
تتكون النجوم من مادة بين نجمية ، أي من سحب غازية (سدم ) مجرية 0 ويكون الغاز بين النجمي باردا ًً على وجه العموم ، قد لا يتجاوز درجة حرارته (10 درجات) كلفن 0 وعند درجات الحرارة المنخفضة تلك ، تتحرك الذرات الغازية ببطء شديد بحيث تعجز عن توليد ضغط كبير 0 إلا أنه بفعل الحركة الدورانية للذرات ضمن السحابة المجرية ، فإن بعض الذرات تأخذ بالتجمع معا متكاثًفةً على بعضها البعض 0 وفي بعض أجزاء السحابة ازدادت التكاثفات ، وازداد بالتالي عدد الذرات المتجمعة حتى أصبحت كتلا ًً غازية كافية لحدوث تجاذب كتلي ثقالي متبادل فيما بينها ، مشكلة تلك التكاثفات الأولية الجزئية ما يشبه السحب المنعزلة المتميزة عن باقي السحابة العملاقة ، التي هي البدايات الأولى للتحول إلى نجوم 0
ومع مرور الزمن أخذت الكتل الغازية بالتقلص والانكماش على نفسها والتضاغط فيما بينها ، لتزداد كثافتها ، و لينجم عن ذلك حدوث جذب داخلي ذاتي فيها ، ليتعاظم الضغط على مركزها ، مرتفعة درجة الحرارة المركزية إلى بضع مئات الدرجات المطلقة ، وليستمر ارتفاع درجة حرارتها بازدياد التقلص والانكماش والانضغاط ، لتتجاوز (1000 درجة ) مطلقة ، ولتصل إلى نحو (1500 -2000 درجة )كيلفن بحيث يؤدي ذلك الارتفاع الحراري إلى إطلاق أشعة تسخينية على شكل أشعة تحت حمراء ، مما تجعله يظهر متألقا ًً بلون أحمر 0 وهذا النجم هو ما يعرف باسم النجم الوليد ، أو النجم الرائد ( protostar) 0
ويرى علماء الفلك أن عملية التحول من السحابة الغازية إلى الكتل الغازية النجمية الأولية ، تمر بثلاث مراحل هي : مرحلة تشكل الكتل الغازية وحدوث الجذب الثقالي للغاز باتجاه المركز ، متضاغطا ًً ، ورافعا ًًً من حرارة المركز 0وتليها مرحلة الدوران السريع للكتلة الغازية ، مؤديا ًً ذلك إلى تكور الكتلة متخذة شكل قرص مكور نسبيا ًً 0 وبعد مرور حوالي مليون سنة يصبح مركز القرص الغازي مضغوطا ًً وشديد الكثافة ومرتفع الحرارة ، ومولد للطاقة التسخينية وهو ما يسمى النجم الوليد ، وهذه المرحلة الثالثة 0
والنجم الوليد الذي هو أشد حرارة بكثير من الغاز الذي تكاثف منه (درجة حرارته نحو 1500 درجة كلفن )، فإنه أبرد كثيرا ً من النجوم الأخرى المألوفة ، والتي تشكل مرحلة متقدمة في التطور 0 وعند درجة حرارته هذه ، فإنه يشع طاقة أعظمها يكون عند الأطوال الموجية تحت الحمراء والراديوية ، وأقلها عن الأطوال الموجية المئية (نسبة ضئيلة )0
ولا يبقى النجم الوليد باردا ًً لفترة طويلة ، إذ تستمر ثقالته في سحب المواد المحيطة به باتجاه مركزه ، ليصبح حارا ًً نتيجة الطاقة الثقالية الضغطية التي تحررها المواد المتكاثفة والمتضاغطة 0 وأخيرا ًً يصبح النجم الوليد حارا ًً بالقدر الكافي لبدء التفاعلات النووية في داخله، وذلك باندماج الهيدروجين متحولا ًً إلى هليوم عند درجة حرارة نحو 7 مليون درجة مطلقة (كل ) 0 والطاقة المتحررة من التفاعل النووي الهيدوجيني ترفع من درجة حرارة المركز ، وتولد بالتالي طاقة ضغط خارجي في النواة ( باتجاه الخارج ) ليصبح خلال فترة متعادلا ًً مع الضغط الثقالي فيها ، مما يوقف الجذب الثقالي تجاهها 0بينما يستمر الجذب الثقالي في أجزاء النجم الخارجية لملايين السنيين 0 وتطلق المواد المتكاثفة والمتضاغطة طاقة ثقالية توفر حرارة إضافية للنجم الوليد 0 ويستغرق النجم الوليد لإتمام مراحله السابقة بضعة ملايين السنين لنجم مثل الشمس وزمن أقل لنجوم أكبر كتلة من الشمس 0
أميرة وليد الأمير †