الإيمان البسيط -1-
كثير من المفكريين يشتهون بساطة الإيمان و لا يجدونها .
مرَّ أحد رجال اللاهوت العلماء بفلاح بسيط و وجده يصلِّي في الحقل في حرارة الشمس و كأنَّ الله واقف أمامه و يخاطبه مباشرةً . فقال اللاهوتي إنَّ هذا الرجل البسيط يمتلك شيئاً عظيماً لم أستطع الحصول عليه بكل علمي . فربما يكون إيمان الشخص الكبير العارف أكثر عمقاً , لكن إيمان الصغير أكثر صدقاً و صفاءً و بساطة .
الإيمان البسيط هو الذي لا يشكّ و لا يُشكِّك , يقبل الحقائق الروحية بثقة كاملة , و بعد أن يقبلها يفكِّر فيها , كما يقول الكتاب " إنّنا بالإيمان نفهم " . إنَّ الكبار عندما يعيشون ببساطة الإيمان كالأطفال يعيشون بدون هموم و بدون تعقيدات لأنَّهم يؤمنون أنَّ كل الأشياء تعمل معاً لخيرهم إذ هم يحبون الله . لذلك دعونا نقف أمام هذا الفصل الكتابي من أنجيل متى علَّم فيه المسيح عن الطفولة و البساطة .
( متى 11 : 25 ) " أحمدك أيها الآب .... لأنَّك أخفيت هذه عن الكبار و الفهماء و أعلنتها للأطفال " هذه صلاة للمسيح , تُرى ما هي الأمور التي أخفاها الله عن المعرفة الروحية التي تؤثر في القلب . و هذه كلها لا تزال مُخفاة عن حكماء و فهماء كثيريين اشتهروا بالعلم و الحكمة العلمية . و كم لقي الإنجيل هجمات من أمثال هؤلاء ؟
يقول بولس لتيموثاوس " احفظ الوديعة مُعرضاً عن الكلام الباطل الدنس و مخالفات العلم الكاذب الاسم الذي إذ تظاهر به قوم زاغوا من جهة الإيمان " ( 1تيمو 6 : 20 ) . إنَّ أكثر الناس دراية بالأمور الحسية و العالمية غالباً هم أكثرهم جهلاً في الأمور الروحية . لكن الرب يريد أن تجتمع عند المؤمن بساطة الإيمان مع يقين الإيمان . فما لم يعرفه حكماء و فهماء أدركه البسطاء في الإيمان , ذلك الإيمان الذي يصدِّق كل شيء و يرجو كل شيء معتمداً بثقة يقينية على ذراع الرب القدير .
ما رأيكم بهذه الآية : " أحمدك أيها الآب ربَّ السماء و الأرض لأنَّك أخفيت هذه عن الحكماء و الفهماء و أعلنتها للأطفال . ( متى 11 : 25 )