هل هناك إله ؟ وهل الله موجود؟
يؤكد لنا الكتاب المقدس أن الله موجود فقد خلق الإنسان على صورته ومثاله، وهكذا تنعكس طبيعته على الطبيعة البشرية:
توجد رغبة متأصلة ومغروسة في كل إنسان أن يفعل الصلاح، وهناك رغبة لتبرير يلوكنا الشرير في ضوء السلوك الأخلاقي الحميد أو حسب دستور أخرقي معين. حينما يضبط الطفل في سلوك خاطئ يحاول تبرير سلوكه حتى القادة في النواحي السياسية القساة يذهبون إلى آخر مدى في تبرير سلوكهم وكأنهم لابسين معطف الحشمة أو آداب السلوك. وكما قال س. اس. لويس بكفاءة في كتابه:
" المسيحية الخالصة" إذا كانت هناك قوة مسيطرة خارج الكون-لن تظهر نفسها كحقيقة في داخل الكون تماماً مثل مهندس صمم بيتاً، لا يليق به أن يكون هو سلماً أو حائطاً أو مدفأة في هذا البيت، وهكذا الطريقة الوحيدة التي بها تظهر هذه القوة المتحكمة في الكون، تظهر داخل نفوسنا كتأثير أو أمر يجعلنا نتصرف بطريقة معينة.
وهذا ما نراه فعلاً في داخل نفوسنا وبالتأكيد يكفي هذا لأن يجعلنا نمكن التفكير في هذا الأمر.
وقال أيضاً لويس: "مع أن هناك اختلافات بين الأفكار الأخلاقية من بلد لآخر أو في أوقات مختلفة وهي ليست اختلافات قوية كما يظن البعض، وهذا ينطبق عليها كلها: فالأمانة مثلاً يقدرها الغرب وكذلك الشرق أيضاً إن التقدم لا يعني فقط مجرد التغيير، لكنه تغيير للأفضل وإن لم تكن هناك أفكار أخلاقية أفضل من غيرها فلا فائدة من اختيار الأخلاقيات المتحضرة عن الأخلاق الوحشية أو الأخلاق المسيحية عن الأخلاق النازية.
إننا في اللحظة التي نقول فيها توجد أفكار أخلاقية أفضل من غيرها فنحن نقيس بمستوى معين. فما نقول أنه أفضل نعني أنه يتطالق مع مقياس لمستوى خلقي أفضل. وهذا المستوى الذي نقيس عليه أمرين يختلف عن كليهما وكما يقول لويس "أنك في الواقع تقارن الاثنين بميزان بأخلاق فُضلى معترف بها، أنت في الحقيقة تعترف ضمناً أنه يوجد شيء يسمى "الأخلاق الفاضلة" بعكس ما يفكر فيه الناس. إن البعض يكون أقرب من غيرهم إلى المقياس الخلقي الحميد. فإذا كانت أخلاقياتك أفضل من النازية فهذا يعني أن هناك مقياس خلقي أنت أقرب إليه من النازية وهو خلقي حقيقي.
هذه الأخلاقيات الحقيقية بمستواها مطلق وقد حفرت في أذهاننا بالقوة المسيطرة علينا من سيد الكون، والكائن خارج الكون. وإنه فنان عظيم مبدع، كما أن الكون مكان جميل جداً. وموضوع اهتمام سيد الكون هو السلوك الصحيح والسلوك العادل. الخالي من الأنانية.
حين يؤسس مستوى أخلاقي جيد ومطلق فان سيد الكون له المجد يلتزم بالقوانين الأخلاقية التي سنها، أما الذين يتمردون ضد هذه الأخلاقيات يصبح الله لهم إله مخوف ومرعب.
حينما يسن سيد الكون قانوناً، هو لن يكسر هذا القانون لكونه بار وعادل. فقانون الأخلاق لا يعطينا أية فرصة للإنحراف لأن الله صالح بمعنى أنه رقيق ومتسامح وشفوق ولا يعبأ بأخطائنا لا شيء من التسامح في قانون الأخلاق بل كما يقال "أنه قوي كالحديد" وكون الله يرغب بشدة أن نسلك السلوك الصحيح، هكذا يعاقب سيد الكون المخطئ في سلوكه.
ويقرر بصراحة الرسول بولس في رسالة رومية:
أن الله يعاقب الخطية أينما وُجدت، حتى الأمم حين يخطئوا مع أنهم لم يعرفوا قانون الله المكتوب لكنهم يدركوا الخير والشر لأن قانون الله المكتوب في داخلهم لأن ضمائرهم أما أن تشتكي عليهم أو تبررهم
(رومية12:2-14) ويقول س اس لويس في كتابه (المسيحية الخالصة) ص110: 19،23،31 واين برس
أن القانون الأدبي مكتوب في قلوبنا. إذا كنا لا تؤمن بوجود الله، لأن الكون يبدو قاسياً وغير عادل أو ظالم، فمن أين جئنا بفكرة "عادل وظالم"؟ إن الإنسان لا يقول هذا الخط أعوج ما لم يعرف أن هناك خط مستقيم."
ولا نقول أن حجرة ما مظلمة ما لم نعرف النور. إذاً نحن نعرف أن القانون الأدبي محفور في قلوبنا وبكسره نحن نكسر قوانين رئيسية وهكذا نجلب غضب الله المخيف المهوب على أنفسنا.