القديس مرقس الإنجيلي

القديس مرقس الانجيلي
Mark     ( Marcus )
المهندس جورج فارس رباحية
   هو يوحناالذي بحسب العادة المتّبعة في ذلك العصر أن يأخذ اليهود إسماً ثانياً ( يونانياً أو رومانياً ) فاتّخذ اسم مرقس وهو ابن امرأة مسيحية ميسورة ومشهورة بإيمانها تدعى مريم أخت برنابا ( كولوسـي 4 : 10 ). التي وضعت بيتها الواسع تحت تصرّف المسيحيين في اجتماعاتهم حتى أن بعض المفسّرين القدماء قالوا أنه في هذا البيت حدث عشاء يسوع الأخير مع تلاميذه وأن الإنسان ( الحامل جرّة ماء ) ( مر14: 13) والذي أرشد التلميذين اللذين أرسلهما يسوع لِيُعِدّا العشاء في علّية كبيرة مفروشة مُعَدَّة ( مر15:14) كان يوحنا مرقس وهو نفْس الشاب الذي يرد ذكره في ( مر 51:14) : ( وتبعه شابٌ لابساً إزاراً على عُرْيِه ) حين تمّ القبض على يسوع في الجسثمانية . قيل إن مرقس من القيروان (1) , يهودي مارس الخدمة الروحية اليهودية ( أعمال 13: 5 ) قبل دخوله النصرانية على يد بطرس الرسول وأصبح إبنه كما جاء في رسالة بطرس الأولى ( 5 : 13 ) }  تسلّم عليكم الكنيسة المختارة في بابل (روما) ومرقـس إبـني{, وشهد أعمال يسوع وتعاليمه وكان مساعداً لبولس الرسول وبرنابا (2) في قبرص ( أعمـال 13 : 5 ) ويعتبر تلميذ بطرس ورافقه إلى روما ولازمهما العمل وعمل معهما في نشر الإنجيل، وكتب إنجيله في روما باللغة اليونانية بين سنة60 ـ 70  بإشراف بطرس وهو الإنجيل الثاني في العهد الجديد بعد متّى ,وساد الرأي في الأبحاث المعاصرة بأن إنجيل مرقس يسبق زمنيّاً بقية الأناجيل وبأنه مصدرها . وهو أصغر الأناجيل فلا يتضمّن ســـوى 677 آية مقابل 879 آية في إنجيل يوحنا و1071 آية في إنجيل متّى و1151 آيـة فـــي إنجيل لوقا .
   يمتاز إنجيله بالتسلسل التاريخي في عرض الموضوع . وشرحَ تقاليد اليهود وعــاداتهم
وعنيَ بترجمة بعض الكلمات الآرامية مثل ( بوانرجس ) أي إبنا الرعد ( القديسين يوحــنا
وأخيه يعقوب ) ( 3 : 17 ) وكلمة قربان معناها تقدمة مقدسة ( 7 : 11) وحدّد موقع بعض الأماكن في فلسطين كقوله : ولمّا قربوا من أورشليم عند بيت فاجي وبيت عنيا بالقرب مــن
جبل الزيتون (11 : 1 ) .
   نجد عند الكتّاب الكنسيين تقليدات مختلفة عن مرقس ، فهيبوليتوس مثلاً يدعوه ( الإصبع الصغير ) وذلك إما بسبب أصابعه الصغيرة غير المتناسبة مع جسده وإما لأنه قام ببتر أحد أصابعه عندما اعتنق المسيحية حتى لا يُظَنّ بأنه كامل وقدير في أداء واجباته باعتباره لاويّاً أو لأن إنجيله يقتقر إلى مدخل ومقدّمة .
   ثم ترك روما وذهب إلى مصر وصار راعياً لكنيسة الإسكندرية ويُنسب إليه تأسيـــسها
وكرّز منها بالبشارة واستشهد فيها نحو سنة 64 وهو أول شهيد في كنيسة الإسكنــــدرية.
   أما العلامة المختصّة بأيقونته فهي صورة الأسد وهو ثاني الحيوانات الرمزيــــــة
الأربعة ( إنسان ـ أسد ـ ثور ـ نسر ) التي رآها حــــزقيال النبي ( حزقيال 1 : 10 )
لأن بشارته تبتدىْ بالتكلّم عن حياة يوحنا المعمدان ( مرقس1 : 1 ـ 7 ) في البرية حيث تقطن الأسود وقال آخرون لأن سيماء بشارته الخاصة هي مملكة المسيح والأسد المشار إليه هو ملكي.  
  تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 25 / نيسان / من كل عام .
 حمص في 1/ 4/2007                                  المهندس جورج فارس رباحية
المفردات :
(1) القيروان : منطقة صحراوية في ليبيا تكثر فيها الواحات من مدنها بنغازي
(2) برنابـا  : يهودي قبرصي أحد الاثنين والسبعين تلميذاً كان رفيقاً لبولس استشهد
               مرجوماً في وطنه سنة 51

المراجع والمصادر :   ـ مدخل إلى العهد الجديد : د يوحنا كرافيذو بولوس . تعريب
                          الأب أفرام ملحم . الناشر : مطرانية الروم الأرثوذكس بحمص
                           الطبعة الثانية 2006
                         ـ السواعي الكبير : القدس 1886 . ـ الكتاب المقدس 1951
                         ـ مجلة النعمة : السنة 1 ( 1961 ) السنة 2 ( 1962 )
                         ـ المنجد في اللغة والأعلام 1973