منتدى البروفسور : جوني حنكليس
أهلاً و سهلاً بزوار منتدى البروفسور جوني حنكليس

عزيزي الزائر يمنع استخدام اسم زائف في منتدانا
يُرجى من العضو المسجل الأنتباه إلى ذلك كي لا تحذف عضويته

المدير العام :أ . جوني حنكليس
منتدى البروفسور : جوني حنكليس
أهلاً و سهلاً بزوار منتدى البروفسور جوني حنكليس

عزيزي الزائر يمنع استخدام اسم زائف في منتدانا
يُرجى من العضو المسجل الأنتباه إلى ذلك كي لا تحذف عضويته

المدير العام :أ . جوني حنكليس
منتدى البروفسور : جوني حنكليس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


علمي - ديني مسيحي - ثقافي - اجتماعي
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
الجميع مدعو للنقاش و الحوار : إلى جميع أعضاء منتدى البروفسور جوني حنكليس أنتم مدعوون للمشاركة في الموضوع الكذب على النفس في نقطة حوار .......أرجو المشاركة >
أجمل مشاركة لليوم ***ياأيها المختال****المقال موجود في مقالات ادبية في قسم واحة الشعر ****شكراً أ . حكمت نايف خولي

جديد جديد جديد قريباً صور من محردة انتظروناااااااااااااااااا

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» قصة الميلاد
عندما التقينا   Emptyالأحد ديسمبر 18, 2022 3:54 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» قصة بابا نويل
عندما التقينا   Emptyالأحد ديسمبر 18, 2022 3:52 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» قصة مغارة الميلاد
عندما التقينا   Emptyالأحد ديسمبر 18, 2022 3:47 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» القديس يوحنا الذهبي الفم
عندما التقينا   Emptyالخميس فبراير 28, 2019 11:36 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» القديس يوحنا الذهبي الفم
عندما التقينا   Emptyالخميس فبراير 28, 2019 11:35 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ماذا تعرف عن الكمأة
عندما التقينا   Emptyالخميس فبراير 28, 2019 11:31 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» الليشمانيا
عندما التقينا   Emptyالخميس نوفمبر 02, 2017 11:50 pm من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» الكون العجيب
عندما التقينا   Emptyالسبت سبتمبر 02, 2017 12:01 am من طرف حكمت نايف خولي

» ليلى العفيفة
عندما التقينا   Emptyالأربعاء نوفمبر 23, 2016 2:52 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» ابن الرومي
عندما التقينا   Emptyالأربعاء نوفمبر 23, 2016 2:47 am من طرف المهندس جورج فارس رباحية

» هناء وسعادة الانسان
عندما التقينا   Emptyالثلاثاء يوليو 26, 2016 12:11 am من طرف حكمت نايف خولي

» كوخ عشتار من
عندما التقينا   Emptyالأربعاء يونيو 08, 2016 9:39 pm من طرف حكمت نايف خولي

سحابة الكلمات الدلالية
جبال الشكل المحورية المناخية التصميم حركات ماهي القمر الخط وجود السلاسل المغناطيسي عناصر الحقل المدرسة خريطة المناخ الارض العربي الشاطئ الوطن البحرية يعمل الحركة التيارات قارة
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى : البروفسور جوني حنكليس على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط منتدى البروفسور : جوني حنكليس على موقع حفض الصفحات
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 147 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Bill2017 فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 1670 مساهمة في هذا المنتدى في 1208 موضوع
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 16 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 16 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 79 بتاريخ الأربعاء نوفمبر 06, 2024 12:39 pm

 

 عندما التقينا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ميرنا




عدد المساهمات : 2
نقاط : 9
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/12/2011

عندما التقينا   Empty
مُساهمةموضوع: عندما التقينا    عندما التقينا   Emptyالسبت ديسمبر 03, 2011 6:20 pm

عندما التقينا صافحني بحرارة قائلاً : أنا سعيد . قلت : أنا أيضاً . ردَّ ضاحكاً : أقصد ، اسمي (سعيد) وهو اسمي الحقيقي . ابتسمتُ ، ونظرتُ إليه ملياً . لم تكن تبدو عليه أيٍ من أمارات السّعادة . حتّى أنك عندما تراه تشفق عليه . كان يُسمي نفسه على الفيسبوك " الوحيد" وكان يضع صورة نورس يحلق فوق موج البحر في سماء غائمةٍ لا شمس فيها ولا طيور . لا أعلم كيف حصل على رقم جوالي لكنه اتصل بي ، وأصرّ على لقائي ، وها هو الآن يقف أمامي يسألني بلطف : هل تقبل دعوتي إلى فنجان قهوة . وافقت ، وذهبنا إلى المقهى القريب . هناك تبيّن أنَّ لسعيد معارف كثر . صبايا ، شباب ، كهول . حتى صاحب المقهى ، والنادل ، والمحاسب . جميعهم قبّلوا سعيداً ، واحتضنوه ومرَّروا الدعابات اللطيفة معه ، وضحك معهم ، وربّت على أكتافهم بحب ، وداعبوا شعره المسترسل وأثنوا عليه ، لكن كل ذلك جرى بشيء من الحزن لم يخفَ عليّ .

جلسنا نشرب القهوة ، ونتحدث عن الشعر ، والموسيقا ، والأدب ، والرياضة . وعن أشياء أخرى . وعرفت أن سعيداً يحب محمود درويش ، والمتنبي . وفاجأني أنه يعرف فيكتور جارا ، وما زال يستمع لأديث بياف ، وجوداسان ، وشارل أزنافور ، ومن العرب يعشق أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز . و رواية وليمة لأعشاب البحر لحيدر حيدر هي المفضلة لديه بالإضافة لأعمال باولو كويلو ، و أمين معلوف ، كذلك يشتري الصحف يومياً ، وضحك عندما قال : يكفي أنها توضع فوق الطاولة عند تناول الطعام وتفيد في مسح الزجاج ، وعندما سألته عن التلفزيون ، أضحكني وهو يقول ساخراً : لا أحبّه ، لا يوضع على الطاولة عند الطعام ، ولا يمكن أن نمسح به زجاج البيت . سعيد يشجع فريق برشلونة عالمياً ، والكرامة محلياً ، والمنتخب الوطني رغم كل الخيبات التي عاشها بسببه ، والتي يخشى أن يعيشها لاحقاً ، إلّا أنه لم يفقد بعد أمله فيه . عندما سألته عن وضعه الاجتماعي ، بقي صامتاً لبرهة يحدق بلوحة غوستاف كليمت " القبلة " المعلقة قبالتنا على الجدار . ثم أخذ رشفة من فنجان قهوته ، وقال بصوت متهدج كأنه يؤدي دوراً مسرحياً : أنا أرملٌ حزين . خفق قلبي بسرعة عند سماعي كلماته ، وتمنيت لو أضمّه إلى صدري ، وأربّتُ على رأسه ، لكني اكتفيتُ بأن وضعتُ يدي فوق يده ، وضغطتُ عليها بلطف جعله يرتبك ويتلعثم وهو يقول : توفيت زوجتي قبل شهرين ، وتركتْ لي من الحزن ما يكفي سكان هذه المدينة ، وتركتْ ظرفاً لم أتجرأ على فتحه حتى اليوم . وقد اتصلتُ بك رغم أني لا أعرفك لتكون قربي عندما أفتحه . كأنه قرأ السؤال في عيني ، فتابع : حصلت على رقم جوالك من صديق ، وأريدك أن تعرف أنها كانت تقرأ كتاباتك يوماً بيوم ، وكانت تقول أني أشبه شخصياتك ، وأنك لا بدّ كنت تتلصص على حياتنا حتى كتبت ما كتبت . لذلك أنت الوحيد الذي خطر في بالي منذ رأيت هذا الظرف . اغرورقت عيني بالدموع وقلت : يا صديقي ، بي من الحزن ما بي ، وها أنت تضيف إليه المزيد . ابتسم بخجل وهو يناولني الظرف بيد مرتجفة ويقول : أرجوك ، أريدك أن تفتحه ، وتقرأ عليّ ما فيه . فأنا لا قدرة لي على ذلك ، حاولت عدة مرّات وفشلت . كان ظرفاً زهري اللون مستطيل الشكل كُتب عليه بخط متعثّر " يفتح بعد رحيلي " أخذت الظرف ، وبدأتُ أقلّبه بين بيدي متمهلاً أعدّ نفسي لموجة وشيكة من الحزن ، بينما عاد هو للتحديق بلوحة كليمت متجنباً النظر إلي . فتحت الظرف بهدوء شديد وأخرجت منه ورقة بيضاء مطوية بعناية انتشرت منها رائحة عطر جعلته يتشنج وهو يضرب الطاولة بقبضته بشكل خفيف ، ويقول : هذه رائحتها . قرّبت الورقة من أنفي واستنشقت بعمق وأنا أقول لنفسي ، لا بد أن في هذه الرسالة ما يدمي القلب .

حبيبي سعيد
فكرت كثيراً وترددت قبل أن أترك لك هذه الرسالة ، لكني حسمتُ أمري أخيراً بعد أن تذكرت أننا لم نتراسل أبداً خلال علاقتنا وخطوبتنا ، وخلال الفترة القصيرة التي قضيناه معاً كزوجين . أعرف أن رسالتي هذه ستحزنك ، ومن معرفتي بك أعتقد أنك ستستعين بشخصٍ تحبه ليكون قربك عند قراءتك لها . وربما يكون هذا الشخص " خالد " صديقنا العزيز . هل حزرت ؟ أتخيلك تبتسم الآن... هل فعلت وابتسمت ؟ .....

توقفت عن القراءة ، شعرت بغصة في حلقي منعتني من المتابعة . نظرت إليه كان يبتسم فعلاً ، والدموع تنساب من عينيه . قلت : هل تريدني أن أتابع . همس : أرجوك .

... للأسف لن أستطيع معرفة الجواب . لكن إن كان" خالد "حقاً هو الذي قربك . سلم عليه وقبله ، وقل له أني ما زلت أتذكره وهو يرقص في عرسنا كالمجنون ، وما زلت أذكر كيف نقلنا بسيارته البائسة " التايتانيك" إلى "صلنفة " حيث أمضينا يومين من العسل ، وما زلت أتذكر كيف بقي يزمر طيلة الطريق ، وكيف تعطلت السيارة واضطررنا إلى دفعها أكثر من مرة لتدور، أنا بثوب العرس وأنت ببذلتك الرسمية ، وكيف شتمناه وشتمنا سلسفيل أجداده . وكيف أصر على النوم معنا في نفس السرير ، وكيف كنا نضحك ونحن نحاول دفعه خارج الغرفة ، وكيف تشبث بالباب كالقط حتى استسلمنا أخيراً وتركناه ينام بيننا ، وكيف غفونا حتى الصباح ونحن في هذه الوضعية ، عريس وعروس في سرير ، يفصل بينهما أجمل صديق . صحيح أننا لم نمارس الجنس في ليلة الدخلة - كما يسمونها - لكنّا لم نكن بحاجة لذلك ، كنّا نفعل ما هو أروع . كنّا نؤسس لحياة إنسانية ، وللمستقبل كنا نفتح أجمل طريق ....

قاطعني سعيد وقد استرد قليلاً من روحه : ضحكنا ليلتها عن حياتنا كلها ، حتى أني تقيأت يومها من شدة الضحك . سألته : هل حقاً نام معكما في السرير . ضحك هذه المرة بصوت عالٍ قائلاً : لقد فعل . أقسم على ذلك . واليوم بالذات أشعر أني أحبه أكثر من أي وقت لأنه فعل ذلك ، وترك لنا هذه الذكرى الغريبة تضحكنا وتبكينا كل حين . سألته بحذر : أين هو اليوم ؟ قال : خارج البلاد ، ولهذا حديث طويل ، أكمل أرجوك .

..... حبيبي سعيد
عندما عرفت أن النهاية لا مهرب منها حاولت أن أعيش معك كل دقيقة ، وكل ثانية بأجمل شكل ممكن ، وكنتَ عند حسن ظني . الصديق الرائع ، والزوج الأروع ، والحبيب الساحر، والشريك الذي يُعتمد عليه . لم أنسَ يا حبي الغالي أبداً يوم طلبت منك مازحة لبن العصفور عندما قلتَ لي : اطلبي وتمني . لأفاجأ بعد أسبوع بعلبة لبن صغيرة من الكرتون على طاولة مطبخنا الجميل طبع عليها بخط عريض " لبن العصفور" لم أصدق وقتها ما رأيت . ولا تسألني كم ضحكت حينها ، وكم بكيت . انتابتني مشاعر غريبة وشعرت أن حب العالم كله موضوع في هذه العلبة ، وعليّ صيانته والمحافظة عليه . ولم افهم الذي حصل حتى شرحت لي عند عودتك من العمل أن لك صديقاً يشتغل في معمل للحليب المعلب والألبان نفذ لك هذه الرغبة المجنونة بعد أن أخذت له علبة كرتونية صممها لك صديقنا المجنون " خالد " . ما زالت هذه العلبة موجودة بين أغراضي أرجو أن تضعها معي حين أرحل لربما احتجتُ في العالم الآخر برهاناً على أني عشت راضية مرضية فأبرزها كجواز سفر وأتباهى بها أمام الملائكة الذين لا بد سيضحكون ........... حبيبي سعيد ، شعرت فجأة بالتعب ، سأكمل في الغد

شعرت كذلك أنا بالتعب لفرط تأثري ، فتوقفت عن القراءة لألتقط أنفاسي ، وأستعيد هدوئي . التفتُّ إلى سعيد فوجدته هو الآخر ينظر إليّ . قلت له : طالما أنك لم تقرأ الرسالة حتى اليوم لا بد أنك لم تضع هذه العلبة معها في القبر كما أوصتك . قال : لقد وضعتها مع مجموعة من الهدايا الصغيرة الأخرى . طلبت ذلك مني شفهياً قبل وفاتها بعدة أيام لأنها لا بد عرفت أني لن أقرأ رسالتها فور وفاتها ، ولا أعلم لماذا تكرر هذا الطلب هنا ثانية . كنت أفكر في هذه المرأة الرهيفة التي بدأتْ صورتها تتشكل في رأسي شيئاً فشيئاً ، وربما هذا ما جعلني أسأله رغماً عني : هل كانت زوجتك جميلة كما أتخيلها ؟ في البداية ظننته لم يسمعني ، لكنه قال : ولو أن الجمال ليس كل ما كانت تحمله من صفات . لكن جمالها كان يقطع الأنفاس . سألته ثانية : هل تحمل صورة لها معك الآن ؟ أخرج جواله وفتح ملفاً باسم " حبيبتي " . أعطاني الجوال وكانت صورة امرأة فاتنة تملأ الشاشة جعلتني بالفعل أدهش لجمالها ، والأهم بالنسبة لي الشعور الغريب الذي انتابني حين رايتها . شعرت بأني أعرفها . وفكرت قائلاً لنفسي : هناك خطأ حدث في هذه الحياة . لا أعلم من منّا الذي ضلّ طريق الآخر، لكن كان على الأقدار أن تجمعنا في مكان ما . هؤلاء أناس جديرون بالحياة ، وكذلك جديرة بهم الحياة ، هؤلاء أناس تشتهيهم أصدقاء . أخذت أقلّب الصور تباعاً وكلّما مرّت صورة عبّرتُ عن إعجابي ببضع كلمات . استرعتْ انتباهي صورة جميلة تجمعهما في حديقة ، قلت لنفسي : هذه الصورة إما جاءت بعد قبلة ، أو لحقت بها قبلة . من غير الممكن في عالم الحب أن تنتهي هذه الوضعية اللطيفة من غير قبلة ولو خاطفة على الجبين ، أو العنق ، أو الشفتين . كانت تتعلق برقبته كطفلة شقية ، وتنظر ساهية إلى عينيه ، وكان يمسك بها من خصرها ، ويبتسم ابتسامة مدمنٍ يتلذذ بما أدمن عليه . كان الفراغ الذي يفصل بين جسديهما مملوءً بالحب . قلت له هذه الملاحظة . ابتسم وقال : من الغريب أنك انتبهت لهذا الفراغ . دقق قليلاً ستجده يشبه خارطة سوريا . دققت النظر جيداً وحاولت أن أجد الشبه المطلوب لكني لم أجد ما أشار إليه . قلبت الصورة بعدة وضعيات لكني فشلت . إلّا أني وافقته بعد تفكير، فسوريا بحاجة في هذه الأيام إلى مثل هذا الحب ......


..... حبيبي سعيد
بعد رحيلي أرجو أن تتابع حياتك كما عرفتك من قبل . لا تحزن لفراقي ... ستحزن أعرف ذلك ، أي غبية أنا كي أطلب منك مثل هذا الطلب ؟ أفكر لو حصل العكس ماذا كنت سأفعل ، وكيف كنت سأعيش – هل سأكون أنانية – لو قلت ، أنه من حسن حظي أني سأسبقك بالرحيل ؟ أعرف أنك ستحزن ، لكني أتمنى ألّا يشغلك الحزن عن متابعة الحياة . لا أعلم كم سيمضي من الوقت حتى تستعيد توازنك وتستعيد روحك بعيداً عني لكني أتمنى ألا يمتد كثيراً هذا الوقت . هل تتذكر جارنا صاحب المصبغة الذي ماتت زوجته الصيف الماضي كيف صارت حياته ، أرجوك ، من أجلي تماسك ، ولا تصل إلى ما وصل إليه . سأتوقف عن الكتابة هنا وأكمل فيما بعد ، لا أريدك أن تراني وأنا أكتب هذه الرسالة . أسمع خشخشة مفاتيحك في الخارج ، وها أنت البيت قد دخلت .

قاطعني سعيد قائلاً : كنت اشعر في الآونة الأخيرة أنها تخبئ أمراً ما عني . لكني كلما سألتها كانت تضحك وتعانقني ، وهي في السرير ثم تقبلني ، وتمازحني كأنها ليست على فراش الموت ، بل كأنها في عيد . كنت استغرب دائماً من أين تأتيها هذه الشجاعة وهذه القوة ، وكنت أشعر أنها تلاعب الموت الذي خانها في النهاية وحوّل اللعب في غفلة عنها إلى جَد .اذكر يوم اضطرت لحلاقة شعرها بعد أن بدأ بالتساقط بفعل الأدوية . وكيف حوّلت هذا الحدث الحزين إلى يوم فرح عظيم . وكيف أخذت تتباهى أمامي "باللوك" الجديد . حتى أنها دعتْ بعض أصدقائنا مساءً للعشاء ، وبعد حضورهم جميعاً وقفتْ وسط الصالون ، وخلعت القبعة التي كانت تلبسها ضاحكة وهي تقول : تا تا تااااا ...... فبدت ..." آه يا حبيبتي " ... بدت كسكّان المريخ الذين كنا نراهم في أفلام الخيال العلمي . صمتَ الجميع لبرهة من هول الصدمة ، وامتلأت المآقي بالدموع . ثم قمنا تباعاً ، وعانقناها بقوة ، وبكينا جميعاً بصمت ، وخيم علينا جو من الكآبة بقينا نتخبط فيه إلى أن أخرجنا خالد حين قال لها ممازحاً : جبنا الأقرع ليسلينا ، كشف عن القرعة وفزعنا . فانفجرنا ضاحكين وبالغنا بالضحك فلم يكن لنا مهرب آخر نسعى إليه .


... حبيبي
لا أعلم هل أحزن أم أفرح لأني لم أترك لك طفلاً يحمل شيئاً مني يبقى إلى جانبك وتركن إليه . هل تعلم ! أقشعر بدني الآن عندما فكرت بهذا .. ومن جانب آخر أقول ، من الجيد أن هذا لم يحصل فهكذا تستطيع متابعة حياتك بحرية ، ودون قيود . سعيد يا صديقي وحبيبي ويا شريكي في كل شيء ... هل سأبدو صغيرة العقل لو طلبت منك في حال تزوجت ورزقت بفتاة أن تسميها باسمي . أقسم أني كنت سأسمي ابني سعيداً لو حصل العكس . لا أعلم لماذا تملكتني هذه الرغبة اليوم . هل هو حب الحياة ؟ والبحث عن الاستمرار والخلود بأي طريقة ممكنة ، ولو بالاسم ؟ لا أعرف . لكنّ هذه الرغبة اجتاحتني وقررت أن أفضي بها إليك . إذ لا عمر يكفي لإخفاء رغباتي مهما كانت عمّن أحب .


حبيبي الغالي
أرجو أن تبلغ الأصدقاء اعتذاري منهم حيث في الفترة الأخيرة تعبت كثيرا كما تعرف ، ولم أعد أستطيع مقابلتهم ، ولاحقاً وحتى لحظة كتابة هذه الرسالة بات من الصعب علي مقابلة أحد ولو أردت . قل لـ "معن" أني شاكرة له على السهرات التي كان يقضيها معنا ، ويجملها بغنائه وبعزفه على العود ، قل له أن أغنية " من غير ليه " التي غناها لنا عندما كنا جالسين الصيف الماضي ليلاً على ضفة بحيرة السد ما زال يتردد صداها بأذني حتى اليوم . يا الله كم أشعر بالامتنان أن الحياة منحتني هكذا صديق . ولـ " ساجد " و" سحر " لا أعرف ماذا أقول غير أني أشعر بالندم لأني لم أكن أقبلهما ألف مرة باليوم ... سأتوقف هنا وأكمل في الغد .

توقفتُ أنا الآخر عن القراءة ، ونظرتُ إلى سعيد فوجدته ما زال يحدق باللوحة . سألته : ما قصتك مع هذه اللوحة ، تكاد تأكلها بعينيك . قال : صاحب هذا المقهى صديق قديم . وعندما افتتحه قدمنا له هذه اللوحة هدية . وكلما أتينا إلى هنا كنا نجلس على هذه الطاولة ونمازحه قائلين : رائعة هذه اللوحة ، من صاحب الذوق الرفيع الذي أهداها لك ؟ وكان دائماً يضحك ويقول : كليمت .عندما تزوجنا ذهب إلى السوق وبحث لأيام ، حتى وجد نفس اللوحة فاشتراها ، وقدمها لنا هدية زواجنا . وأتذكره كيف كان يبتسم بخبث ، وهو يراقبنا ونحن نفض الغلاف عن هديته بشوق لنفاجأ باللوحة ، ونضحك حتى البكاء ، ويضحك معنا ثانية كأنه لم يضحك من قبل .علقنا اللوحة في الصالون ، وكان كلما زارنا يسألنا نفس السؤال ضاحكاً بشماتة ، فنردّ عليه بحماس ، وبصوت واحد : كليمت . ضحكتُ بدوري ، وانتبه صاحب المقهى أنَّا نتمعن باللوحة فالتفت إليها خلفه ، ثم عاد ونظر إلينا ، ودون تدبير وجدنا أنفسنا نحن الثلاثة بصوت واحد نقول : كليمت . فضحكنا معاً ، وأحسست بالغرابة لأني أضحك على شيء لا علاقة لي به ،وأحسست أني جزء من رسالتها . فخفت .

حبيبي سعيد
أشعر بتعب شديد . ولا أظنني سأكون قادرة على متابعة الكتابة بعد اليوم رغم أن هناك الكثير مما أود قوله ، لذا سأكتفي بأن أقول لك أحبك ، وأحب أنك تحبني ، وأحب أني سأموت بين يديك . وأشكر الحياة التي منحتني هذا الحب الذي جعلني أعيش حياتي مضاعفةً ، ولا بأس لو متُّ غداً وأنا في الثلاثين ، من يعلم ربما أكون عشت الحياة أكثر ممن مات وهو في التسعين .... أخيراً ، إذا لم تستطع أن تجتمع بخالد ، وكنت تقرأ هذه الرسالة وحدك أريدك أن تتصل بصاحب الرقم الموجود أسفل الصفحة وتقرأها ثانية معه وتتعرف إليه .

حبيبي الغالي عش حياتك حتى الرمق الأخير


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عندما التقينا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما خطأ شاول عندما زار عرافة عين دور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البروفسور : جوني حنكليس :: المنتدى الأدبي و الثقافي :: القصة القصيرة-
انتقل الى: