أخطاء شائعة حول الصحة والجسم :
لدينا جميعا ً أفكار مسبقة حول الجسد والصحة ، وهي يمكن أن تؤثر على بعض سلوكيات حياتنا اليومية . وتجدنا مقتنعين بحقيقتها إلى درجة أننا لا نعلم بالضرورة إن كان لها أساس علمي :
1- تتعلق أولى الأفكار الخاطئة المسبقة بالرياضة ، وتفيد بأنّه إذا ما تمطىَّ الإنسان قبل ممارسة الرياضة فإنَّ ذلك يمكنه من تحاشي الإصابات العضلية ، ولكن في الحقيقة ، وحتى الآن ، لم تثبت أي دراسة علمية أنّه إذا ما تمطينا قبل ممارسة الرياضة أو بعدها يمكننا بذلك أن من مخاطر الحوادث العضلية ووفقا ً لدراسة حديثة أنجزت في جامعة نيفادا الأمريكية ، فإنَّ العكس هو الذي يمكن أن يكون صحيحا ً . ربما كان من شأن حركات التمدد هذه بعد الرياضة أن تضعف العضلة وتزيد ن مخاطرالحوادث وبالتالي يُنصح أكثر بالتحمية وليس التمطية قبل ممارسة تمرين رياضي شديد .
2- الفكرة المسبقة الخاطئة الثانية هي أن البيض هو مصدر الكوليسترول في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، كان عدد من العلماء قد أكدوا وجود علاقة بين الكوليسترول الموجود في الدم والأمراض الوعائية القلبية ، إلا أن البيضة تحتوي (1,6 )غرام في الدهون المشبعة (أقل مما في الحليب ) ، ولا تمثل بالتالي سوى (213 ) ميلغراماًمن الكولسترول ، أي أقل من ال(300) مليغرام اليومية التي يوصى بها الاختصاصيون .
3- تفيد الفكرة المسبقة الثالة بأنّه لا يمكن فعل شيء للتقليل من مخاطر السرطان الشروط الاجتماعية والبيئية وأيضا ً عن خيارات حياتية وغذائية غير صحيحة ولا سليمة .
وإذاً ، كي تكون الفرص كلّها إلى جانبنا ، يوصى بأن يغش حياة نظيفة مبتعدين عن تعاطي التبغ والكحول ، وأن يكون غذاؤنا متوازنا ً ( يوصي الاختصاصيون فضلاًً عن ذلك بتناول خمس قطع فاكهة وخضار في اليوم ) وأن نمارس نشاطاً بدنياً منتظماً .
4- تقول الفكرة المسبقة الرابعة إنّه يجب أن نتناول (
كؤوس من الماء الماء في اليوم . في الواقع ، كان مقال قد ظهر عام (1945 ) في الولايات المتحدة في مجلة (الأدب العلمي ) وفُسّر بشكل غير صحيح ، وجاء فيه أن الجسم يحتاج إلى (2،5 ) ليتر من الماء في اليوم كي يعمل بشكل سليم ، ولكن لم يشرح القال بصورة واضحة أن مصدر الماء الأكبر للجسم هو الغذاء (خصوصا ً الفواكه والخضار ) ، والنصيحة التي كان ينبغي أن تُعطى هي أن نشرب بكميات جيدة ، وأنَّ لا نهمل الخضار والفواكه خصوصا ً في الصيف .
5- الفكرة المسبقة الخامسة تشير إلى أننا لا نستخدم سوى (10 % ) من قدرة دوافعنا ، لابد أن يكون كل منا قد سمع البعض يقولون إن الكائن البشري لا يستخدم سوى قسم صغير ن مقدراته الدماغية ، وذلك عن الأرجح من أجل جعلنا نعتقد بأننا نتمتع بقدرة ذهنية كامنة لا يرقي إليها شك . ينسب القول (خطأ) إلى ((ألبرت آنشتاين )) لكن الدراسات التي أنجزت على مدى عقود ، بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي تثبت على العكس أنَّه لا يوجد أي جزء من الدماغ في حالة عدم نشاط في الحقيقة ، تتعلق كل شيء بالهمة المطلوب من الدماغ أن ينجزها .
6- هل الشعر المخلوق ينمو بشكل أثخن وأكثف وأغمق لونا ً حسبما تفيد الفكرة المسبقة السادسة ؟ من الغريب أن أن تستمر هذه الخرافة بينما خلصت دراسة مقارنة بين الشعر المخلوق وغير المخلوق ، وتعود في تاريخها إلى عام (1928 ) ، إلى أنه لايوجد بينهما أي فرق من حيث الثخانة والسواد وسرعة النمو ، وفي الحقيقة ، عندما يُحلق الشعر ينثلم ، ومع مرور الوقت ، يصبح هذا الطرف أثخن لكن قاعدة الشعر تبقى بالحجم نفسه.
أما من حيث اللون ، فإنه لا بد أن يتغير لون الشعر الحلوق ولكن في الأحوال فقط مع التقدم في العمر أو مع التعرض للأشعة فوق البنفسجية .
تفيدنا الفكرة المسبقة الخاطئة السابعة بأنَّ القراءة في الضوء الخافت تضعف العينين . إلا أن َّ أبحاثا ً حديثة أظهرت أن القراءة في النور الخافت تتعب العينين بالتأكيد ، ولكن بشكل عابر ، إذ يعود كل شيء إلى حالته الطبيعية بعد ذلك .
إذا ً ، لا توجد عقابيل طويلة الأمد بخصوص العينين بنتيجة ذلك .