أسماء الله في كتاب الله
سؤال: ما هي أسماء الله في الكتاب المقدس؟
الإجابة:
كلمة الله في العبرية هي "الوهيم، إيل، عليون، شداي، يهوه" وفي اليونانية "ثيوس".
كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته، ولكن اشتقاقات الكثير منها -ومن ثم معانيها الأصلية- قد فقدت، فكان لابد من البحث عن معان جديدة لها:
1- الأسماء العامة: من أقدم أسماء الله المعروفة للجنس البشري وأكثرها انتشارا إسم "إيل" مع مشتقاته "إيليم" و"إلوهيم"، و"إلوي"، وهو مصطلح عام مثل "ثيوس" و"ديوس" في اليونانية، ويطلق على كل من يشغل مرتبة الألوهية، بل قد يدل على مركز من التوقير والسلطة بين الناس، وقد كان موسى إلها "إلوهيم" لفرعون (خر7: 1)، ولهرون (خر4: 16 – قارن قض5: 8، 1صم2: 25، خر21: 5 و6، 22: 7 وما بعده، مز58:11، 82: 1). وعلى هذا مصطلح عام يعبر عن العظمة والنفوذ، وإستخدم كاسم علم لإله إسرائيل في الفترة المتأخرة من فترات التوحيد عندما اعتبر اسم العلم القديم "ياه" أو "يهوه" أقدس من أن يتردد على الشفاه، والغموض الكامل يلف معنى الأصل "إيل"، وحقيقة العلاقة بينه وبين "إلوهيم" و"إلوى" وأكثر الأشكال المستخدمة عند كتاب العهد القديم هو الاسم الجمع "الوهيم". ولكنهم يستخدمونه بصورة منتظمة مع الأفعال والصفات المفردة للدلالة على "مفرد" وقد قدمت تفسيرات عديدة لاستخدام صيغة الجمع للدلالة على مفرد، مثل أنها تعبر عن الكمال والتعدد في الطبيعة الإلهية، أو أنها جمع جلالة أو عظمة كما يخاطب الملوك، أو أنها إشارة مبكرة للثالوث، ونجد تعبيرات أخرى من هذا النوع (تك1:26، 3: 22، 1مل22: 19 و20، إش6:
، وقد تكون هذه النظريات أبرع من أن تخطر على بال العقلية العبرية في ذلك الزمن المبكر، وهناك من يظن أنها أثار لغوية باقية من مرحلة سابقة من مراحل الفكر هي مرحلة تعدد الآلهة، وفي العهد القديم تشير فقط إلى الفكرة العامة عن الألوهية.
2- الأسماء الوصفية: لتمييز "إله إسرائيل" باعتباره أسمى عن كل الآخرين المدعويين آلهة، كثيرا ما تضاف ألقاب وصفية. "فايل عليون" يشير إلى إله إسرائيل كالأعلى بين الآلهة (تك14: 18–20)، وهكذا "ياه عليون" الرب العلي (مز7: 17) و"عليون" (العلي) فقط يتكرر كثيرا في المزامير وفي إشعياء (14: 14). مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.
إيل شداي فقط، مصطلح يترجم بناء على تقليد قديم "الله القدير" ولكن إشتقاقه ومعناه غير معروفين تماما.
وهناك أسلوب آخر للدلالة على الله، وذلك عن طريق علاقته بعابديه، كإله إبراهيم وإسحق ويعقوب (تك 24: 12، خر 3: 6)، وإله سام (تك 9: 26)، وإله العبرانيين (خر 3: 18، فإله إسرائيل 33: 20).
وقد استخدمت بعض الأسماء للتعبير عن قوة الله وعظمته، وهي "صخر" (تث32: 18، إش30: 29) و"العزيز" (تك49: 24، إش1: 24، مز132: 2) و"الملك" و"السيد" (أو المولى) و"سيدي" (خر23: 17، إش10: 16 و33، تك18: 27، إش6: 1) وكذلك "بعل" أي "المالك" أو "السيد" حيث أنه يظهر في بعض أسماء الأعلام العبرية مثل يربعل وأشبعل وهذه الأسماء الأخيرة تصف الله كالسيد الذي يقف الإنسان منه في موقف الخادم ولكن بطل استعمالها عندما نشأت الحاجة إلى تمييز عبادة الله عن عبادة آلهة الأمم المجاورة، وهناك مصطلح له معنى غير معروف تماما هو "يهوه صباءوت" (رب الجنود) أو "إلوهيم صباءوت" (أو إله الجنود) (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) وفي المفهوم العبري قد تعنى الكلمة جيشه من الرجال أو الكواكب والملائكة فهما معا أو كل منهما على انفراد "جند السماء"، وقد كان رب الجنود في الأزمنة المبكرة يعنى "إله الحرب" الذى قاد جيوش إسرائيل (1صم4: 4، 2صم7:
، وفي 1صم17: 45 يقابل هذا اللقب "إله صفوف (جيوش) إسرائيل"، ولذلك فإن كل إسرائيل يطلق عليهم "أجناد الرب" (خر12: 41)، وفي الأنبياء حيث أصبح "رب الجنود" هو الاسم الشائع الاستعمال، فإنه يشير إلى جميع أشكال قوة الله وعظمته الطبيعية والأدبية (كما في إش2: 12، 6: 3 و 5، 10: 23 و33)، وهو يظهر جنبا إلى جنب معها اللقب المميز الذي يستخدمه إشعياء "قدوس إسرائيل" (أش 5: 16 و 24) ومن هنا جاء الاعتقاد بأنه يشير إلى أجناد السماء، وهو في الواقع يستخدم اسم علم في الأنبياء، وقد يكون معناه الأصلي قد نسى أو سقط، ولكن لا يستتبع ذلك أن دلالة خاصة جديدة كانت مرتبطة بالكلمة "جنود" والمعنى العام للمصطلح كله تعبر عنه الترجمة السبعينية "الرب كلي القدرة".
3- يهوه: وهذا هو اسم العلم الشخصي لإله إسرائيل كما كان كموش إله موآب وداجون إله الفلسطينيين، ولا نعرف المعنى الأصلي ولا مصدر اشتقاق الكلمة، وتظهر النظريات الحديثة المتنوعة انه من ناحية تاريخ اللفظ وأصله فإنه من الممكن وجود جملة اشتقاقات ولكن لأن المعاني المرتبطة بأي منها هي دخيلة على الكلمة ومفروضة عليها، فهي لا تضيف لمعرفتنا شيئا والعبرانيون أنفسهم ربطوا الكلمة مع كلمة "هياه" أو (حياة) أو "يكون" ففي الخروج (3: 14) يعلن الرب بأنه "أهيه" وهو صيغة مختصرة لـ"إهيه أشير إهيه" المترجمة "أهية الذي أهيه" أي "أنا هو الذي أنا هو" ويظن أن هذا يعني "الوجود الذاتي" للتعبير عن الله كالمطلق، ومع هذا فإن مثل هذه الفكرة يمكن أن تكون تجريداً ميتافيزيقيا مستحيلا ليس فقط بالنسبة للعصر الذي ظهر فيه الاسم ولكنه أيضا غريب عن العقل العبراني في أي وقت والترجمة الدقيقة للفعل الناقص "إهيه" هي "أكون الذي أكون" وهو مصطلح سامي معناه "سأكون" كل ما هو لازم حسبما يقتضي الحال وهي فكرة شائعة في العهد القديم (انظر مز 23).
وقد كان هذا الاسم مستخدما منذ عصور التاريخ المبكرة إلى ما بعد السبي، وهو موجود في أقدم الأسفار وطبقا لما جاء في الخروج (3: 13) وبخاصة في الخروج (6: 2 و3) "كان موسى أول من ذكره وكان وسيلة لإعلان جديد إلى أبناء إسرائيل عن إله آبائهم، ولكن في بعض الأجزاء من سفر التكوين يبدو أنه كان مستخدما منذ العصور المبكرة، والنظريات التي تنادي باشتقاقه من مصر أو أشور أو التي تربطه إتمولوجيا (من ناحية أصل اللفظ وتاريخه) بزيوس أو غيره، لا يسندها أي دليل.