كانت في أحد البلاد أسرة فقيرة مكونة من رجل و زوجته و ابن وحيد , عاشت العائلة كما عاشت عائلات كثيرة في فقر مريع ... و لم يقتنع ابنهم بحالة أهله , فهاجر إلى بلاد بعيدة فاغتنى وعاد إلى وطنه وقد صار من كبار التجار , و نزل بعد سفره إلى مدينته عند أصدقاء له من زمن طويل . و قرر أن يتوجه إلى بيت أبيه متنكراً ويبيت عندهم كضيف غريب . و في الصباح يأتي الأصدقاء بالموسيقى و الغناء ويكون فرح التعارف بين الأبن و والديه عظيماً .
طرق الولد الباب ففتحا له و استقبلاه كضيف يدفع ثمن الليلة التي سيقضيها كما كانت عادة أهل هذه البلدة . دفع الأبن مبلغاً كبيراً من المال . ولم يعرف الشيخان ولدهما بل ظناه سائحاً غنياً , وخصوصاً لما رأوا المال الذي يحمله . و هنا اتفق الرجل و زوجته على قتل هذا الضيف الغني ليأخذوا ماله .
وفي نصف الليل أخذت المرأة ضوءاً خافتاً , و دخلت غرفة الضيف الذي كان نائماً وعلى وجهه ابتسامة حلوة , فقد كان يحلم على الأغلب بالتعرف إلى والديه . وفي هذا الوقت كان قلب الرجل يدق بسرعة لكن الزوجة أشارت له بأن يستعجل بالأمر , فضربه ضربة قوية من سكين كبيرة قضى فيها على الأبن مباشرة .
وفي الصباح التالي أتى أصدقاء الشاب و سألوا عن ضيف الأمس فأنكرت الزوجة مجيئه . و لما اشتدت في الإنكار قالوا لها ويحك أيتها العجوز , إنَّ ضيف الأمس هو ابنك الوحيد جاء من بلاد الغربة و اتفق معنا أن نوقظه بالوسيقى , فما إن سمع الوالدين هذه الكلمات حتى وقعا على الأرض , وكل منهما يمزق ثيابه ويشد شعره و يقول قتلت ابني قتلته....
أيها الأحباء إنَّ يسوع يطرق باب قلبك في هيئة ضيف غريب يريد أن يدخل إليك ويتعشى معك و أنت معه , فماذا أنت صانع به وله ؟
هل تتركه خارجاً يتحمل الليل و برده ؟
أم تفتح له أبواب بيتك و قلبك مرحِّباً به ؟
أ . جوني جورج حنكليس - محردة