بيتهوفن:
أعيش كلياً في موسيقاي
القوة مبدأ أخلاقي عند أولئك الذين يتفوقون على الآخرين.. وهو أيضاً مبدأي.
رسالة – 1798
الموسيقى هي الكشف الأسمى من الحكمة والفلسفة. إنها نبيذ نسل جديد، وأنا باخوس الذي يعصر هذا النبيذ المجيد للبشر فيبتهجون ثملين.
يجب أن أعترف بأنني أعيش حياةً بائسة.. إني أعيش كلياً في موسيقاي.
(رسالة – 1801)
(يوهان سباستيان باخ) هو إله الهارموني الخالد.
(رسالة – 1801)
آه يا رفاقي، يا من اعتقدتم، أو رأيتم فيّ كائناً عدوانياً، أو مشاكساً، أو حتى كارهاً للبشر.. كم أسأتم فهمي وأخطأتم في الحكم عليّ.. ذلك لأنكم لا تعرفون السبب الحقيقي الذي جعلني أبدو كذلك أمامكم.
منذ طفولتي، تشرّب قلبي وروحي بالشعور الودّي تجاه الآخرين. لكن طوال السنوات الست الماضية ابتليت بمرض عضال ازداد سوءاً بفضل أطباء غير أكفاء تناوبوا على علاجي. ومع مرور السنوات تضاءل تدريجياً أملي بالشفاء حتى وجدت نفسي أخيراً مجبراً على قبول فكرة العاهة الدائمة.. مع ذلك لم يكن بمقدوري أن أقول للآخرين: “إرفعوا أصواتكم، أصرخوا، فأنا أصم”.
ياللحسرة! كيف يمكنني بأية حال أن أشير إلى تلف حاسةٍ من المفترض أن تكون متطورة عندي على نحو تام أكثر مما عند الآخرين.
كم أشعر بالإذلال لو أن شخصاً يقف إلى جواري فيسمع صوت الفلوت القادم من بعيد في حين أنني لا أسمع شيئاً، أو أن أحداً يسمع راعياً يغني في حين أنني لا أسمعه.
مثل هذه الأمور كانت تدفعني إلى اليأس الشديد، وأوشك أن أضع حداً لحياتي، لكن الشيء الوحيد الذي كان يمنعني من فعل ذلك هو فني.
(من رسالة موجهة إلى أخويه كارل ويوهان في أكتوبر 1802، وقد عثر عليها بين أوراقه بعد وفاته في 1827)
الموسيقى هي المدخل الروحي إلى عالم المعرفة الأسمى. إنها تفهم الجنس البشري، لكن الجنس البشري لا يستطيع أن يفهمها.
(رسالة إلى جوته – 1810)
لا تعود هناك سعادة إلا في ذاتك، في فنك.
آه، يا إلهي.. امنحني القوة لأقهر نفسي. لا شيء يجب أن يقيّدني إلى الحياة.
(يوميات – 1812)
الفن يقتضي منا عدم الوقوف جامدين في أماكننا.
ليس من عادتي أن أعدّل مؤلفاتي بعد الانتهاء منها. لم أفعل هذا من قبل، ذلك لأنني أؤمن على نحو راسخ بأن أي تعديل، مهما كان طفيفاً، سوف يغيّر شخصية العمل.
(رسالة – 1813)
بوسعي الذهاب إلى الموت، نعم، عشر مرّات إلى الموت.. من أجل جوته.
(رسالة – 1822)
بيتهوفن يستطيع أن يؤلف الموسيقى، لكنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً آخر على وجه الأرض.
(رسالة – 1822)
قد تتساءل من أين تنبع أفكاري. تحديداً لا أعرف. إنها تأتي دون استدعاء، أحياناً على نحو مستقل، وأحياناً برفقة أشياء أخرى.
يتراءى لي أنني أقدر أن أنتزعها بيديّ من الطبيعة نفسها، لهذا السبب أتمشى في الغابة.
والفكرة قد تخطر لي في صمت الليل أو في مطلع النهار بفعل حالات يترجمها الشاعر إلى كلمات، في حين أنني أترجمها إلى أصوات. وهذه الأصوات تنفذ إلى رأسي وهي تدوّي وتغني وتعصف حتى أضعها في النهاية أمامي في شكل علامات موسيقية.
(رسالة – 1823)
أفضّل أن أكتب عشرة آلاف نوتة على أن أكتب حرفاً واحداً من حروف الأبجدية.
(رسالة – 1823)
إقرأوا مسرحية شكسبير “العاصفة”.
(عندما طلبوا منه تفسير معنى إحدى سوناتاته)
إني أحمل أفكاري بداخلي لفترة طويلة قبل أن أدوّنها. خلال ذلك تكون ذاكرتي قوية، قادرة على التذكر، إلى حد أنني أكون واثقاً من أنني لن أنسى أبداً، حتى بعد سنوات، ثيمةً خطرت لي ذات مرّة.
إني أغيّر أشياء كثيرة، أحذف وأحاول ثانيةً حتى أشعر بالرضا والارتياح. بعدئذ، يبدأ في ذهني التنامي في كل اتجاه. ولأنني أعرف بالضبط ما أريد، فإن الفكرة الأساسية لا تهجرني أبداً. إنها تنهض أمامي، تنمو. إني أرى وأسمع الصورة بكل مداها وأبعادها، ولا يتبقى لي غير بذل الجهد في تدوينها، وهذا يتم إنجازه بسرعة حين يتوفر الوقت، ذلك لأنني أحياناً أقوم بعمل آخر، غير أني لا أخلط بين عملين في وقت واحد.
(رسالة – 1823)
الفن الحقيقي خالد، والفنان الحقيقي يشعر بمتعة صادرة من القلب تجاه الأعمال الرفيعة والجليلة لعبقري.. وهذا ما يأسرني حين أستمع إلى قطعة موسيقية جديدة لك. في الواقع، أنا أهتم بأعمالك أكثر مما أهتم بأعمالي الخاصة. باختصار، أنا أحبك وأبجّلك.
(رسالة إلى الموسيقار لويجي شيروبيني – 1823)
لا يزال لدي أمل في خلق بضعة أعمال عظيمة. ثم، مثل طفل عجوز، أكمل مسيرتي الدنيوية في مكان ما بين أناس لطفاء وودودين.
(رسالة – 1826)
كم هو غريب! أشعر كما لو أنني لم أكتب حتى الآن غير بضع نوتات.
(وهو في ساعات الاحتضار الأخيرة – 1827)
صفقوا، يا أصدقائي، الملهاة قد انتهت.
(وهو في ساعات الاحتضار الأخيرة)
سوف أسمع في الجنة.
(كلمات أخيرة، وهو يحتضر، منسوبة إليه)
*************
عن بيتهوفن.. مروّض الوحوش
ليس إنساناً، إنه شيطان.. سوف يلهو بي وبنا جميعاً حتى الموت.. ويا للارتجال!
(جوزيف جيلينيك – 1795)
مع سوناتا البيانو تنفتح بوابات الجنة.
(روبرت براوننج)
الجمال المتغطرس، بيتهوفن.
(موزيو كليمنتي)
موهبته تثير ذهولي، لكن شخصيته للأسف غير منضبطة تماماً. يحق له كلياً أن يظن بأن العالم بغيض جداً، لكن بهذه الطريقة هو لا يجعل العالم مكاناً مبهجاً أكثر.. لا لنفسه ولا للآخرين.
(جوته – الانطباع الأول في 1812)
مكتفٍ بذاته، فعّال، أصيل.. أكثر من أي فنان آخر.
(جوته)
عبقريتك متقدمة قروناً إلى الأمام. وفي الوقت الحاضر، نادراً ما يوجد هناك مستمع يمكن أن يكون متنوراً بما يكفي للتمتع بالجمال الكامل لهذه الموسيقى.
(الأمير نيكولاس جالتسين – رسالة إلى بيتهوفن 1824)
بالنسبة لنا، نحن الموسيقيين، أعمال بيتهوفن تضاهي أعمدة الدخان والنار التي قادت بني إسرائيل عبر الصحراء.
(فرانز ليست – 1852)
زهرة بين هاويتين.
(فرانز ليست – عن الحركة الوسطى في سوناتا ضوء القمر)
أورفيوس يروّض الوحوش الضارية.
(فرانز ليست – عن الحركة البطيئة لكونشرتو البيانو الرابع)
الحركة الرابعة، في رأيي، شديدة البشاعة، عديمة الذوق، مبتذلة وتافهة. لا أستطيع أن أفهم كيف لعبقري مثل بيتهوفن أن يؤلف شيئاً كهذا.
(لويس سبوهر – عن السيمفونية التاسعة – 1865)
هو الآن مستعد تماماً لدخول مستشفى المجانين.
(كارل ماريا فون ويبر – بعد سيمفونيته السابعة)
ذات معزولة في المطلق على نحو موجع، معزولة أيضاً عن الحاسة بفقدان السمع. أمير مملكة الأرواح الوحيد، والذي منه الآن لا ينبعث غير نفَس فاتر لترويع أكثر معاصريه استعداداً للعمل، والمذعورين بسبب هذه الاتصالات التي لا يستطيعون فهم أي شيء منها إلا في لحظات وفي حالات استثنائية.
(توماس مان – دكتور فاوست)
عليهم أن يخجلوا من أنفسهم أولئك البشر العميان الذين ظنوا أن بيتهوفن أصم.
(فيلهلم فون لينز – 1855)
رباعيات بيتهوفن الأخيرة ليست تسويغاً للموسيقى الحديثة، بل الموسيقى الحديثة قد بلغت مرحلةً والتي عندها هي التي تسوّغ الرباعيات.
(ماريون سكوت – 1934)
إنهم يدفنون جنرال الموسيقيين.
(امرأة عجوز مجهولة.. في جنازة بيتهوفن)
****
ترجمة: أمين صالح
(هذه مجموعة من أقوال بيتهوفن،
وما قيل عنه، مأخوذة من كتاب
Dictionary of Musical Quotations