آداب الجلوس في المطاعم
الأطفال مزعجون عند اصطحابهم إلى المطاعم، ولكن هل يستدعي ذلك أن نبقيهم في البيت ونمتنع عن اصطحابهم معنا؟ في الحقيقة، هذا التصرف لا يحل المشكلة، لأن الالتزام بالأدب والهدوء داخل المطعم سلوك قابل للتعلم، والسبيل الوحيد ليكتسب الطفل هذا السلوك هو الممارسة.
ومما لا شك فيه أن إحدى الخطوات المهمة لتعليم الطفل آداب الطعام هي اعتياد الأسرة على تناول الطعام بصورة جماعية ومنتظمة، فالطفل الذي يعتاد تناول الطعام في المنزل على مائدة لا يستغرب أجواء المطاعم، كما يتأثر الطفل بالنظام المتبع عند الجلوس على طاولة الطعام في المنزل، فعلى سبيل المثال إذا كانت الأم تفرض على الجميع عدم التحدث أثناء تناول الطعام، ستنشأ لديه هذه العادة منذ صغره، ونفس الشيء يقال عن عادة رمي الطعام على الأرض، فإذا اعتاد منذ صغره أنها عادة سيئة وغير مرغوبة سرعان ما يتخلص منها.
وبالتأكيد الطفل الذي يتاح له اكتساب مثل هذه العادات لن يشكل اصطحابه إلى الالتزام بذلك، يفضل دوماً اصطحابه إلى المطاعم التي تهيىء للاطفال أجواء خاصة تشجعهم على الالتزام بأماكنهم، وللمزيد من الاحتياط يمكننا أن نشغل الطفل بمجرد دخوله إلى المطعم بتناول بعض المقرمشات أو التسالي بانتظار وصول الطعام، ولا بأس في أن نسمح له بأن يغادر مقعده ليتجول قليلاً في أرجاء المطعم، بل على العكس علينا أن نشجعه على ذلك قبل اختيار الطاولة المناسبة للجلوس وذلك احتراماً لفضوله الشديد، على أن يتم ذلك بصورة حضارية ولائقة.
وينصح دوماً بمغادرة المطعم في اللحظة التي تبدو فيها على الطفل علامات الملل، ويستدل عليها من التذرع بالذهاب إلى الحمام لينهض عن مقعده أكثر من مرة، أو البدء برفع صوته أثناء الحديث، أو الوقوف فوق كرسيه، عند ظهور مثل هذه العلامات يفضل مغادرة المطعم على الفور.
وفي النهاية أؤكد إن عدم اصطحاب الأطفال إلى المطعم هو الحل الأنسب