أكبر الفلاسفة ( سقراط )
ولد سقراط في أثينا سنة 470 ق 0 م ، اشتهر بميله للحكمة في سن مبكرة ، فأخذ يغذي عقله ويهذب نفسه لأنه فهم الحكمة على أنها العلم لكمال العمل 0
فمن الناحية العقلية ، استفاد من مناهج السفسطائين ولم يأخذ بشكوكهم ونظر في الطبيعيات والرياضيات ولم يطل النظر لبعدها عن العمل فضلا ًً عن تناقض الطبيعيين فيما بينهم واقتنع بأن العلم إنما هو العلم بالنفس لأجل تقويمها ، واتخذ شعارا ًً له عبارة قرأها في معبد دلفي هي (اعرف نفسك بنفسك ) 0
فقد عدََّ نفسه مكلفا ًً برسالة إلهية ، وهي أن يقنع الناس بجهلهم ، وأن يطلب العلم الحقيقي معهم ، الذي يخولهم بلوغ الخير والسعادة 0
لقد أثر سقراط بنمط حياته وأحاديثه في شباب أثينا تأثيراًً عظيما ًً ، غير أن تعليمه بدا خطرا ًً في نظر الدولة ، فوجه إليه اللوم على إنكار الآلهة التي تعترف بها الدولة ، وإفساد الشباب ، عن طريق نقد النظام الذي كان سائدا ً آنذاك 0
وقد وجه إليه الاتهام ، ومثل أمام المحكمة ، وحكم عليه بالموت ، وقد حدث هذا سنة 399 ق 0 م وكان قد بلغ السبعين من عمره 0
فلسفته :
يشكل سقراط علامة فارقة في تاريخ الفكر الفلسفي ، فهو على مستوى الفلسفة اليونانية يفتح مرحلة جديدة في ازدهار هذه الفلسفة ، حيث يؤرخ به قبله وبعده 0
وهو على مستوى الفكر العالمي أحد الحكماء القدماء الذين لم يتركوا آثارا ًًمكتوبة تعرفنا بهم 0
يعرف سقراط الفلسفة على (أنها البحث عن الحقائق بحثا ًً نظريا ًً ، وخاصة الحقائق والمبادئ الخلقية من خير وعدل وفضيلة ) وبالتالي ، وانطلاقا ًً من هذا التعريف ، نستطيع القول إن فلسفة سقراط إنما تدور حول موضوع واحد وهو الإنسان ، وإذا ما تناولت الكون الطبيعي وموجوداته الحسية وظواهره ، فإنما لكونها مركز الإنسان ومكان نشأته ونموه 0 حيث إن أشهر ما قيل عن فلسفة سقراط هي عبارة شيشرون ومؤداها : (أن سقراط قد أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض وأدخلها المنازل وجعلها تسوس أفعال البشر )
ويمكن القول بـأن الأساسين الكبيرين لكل أرائه الفلسفية هما :
• اعتقاده بوجود الحقيقة وبإمكان معرفتها 0
• ربطه العمل بالعلم أي جعله المعرفة أساسا ًً للسلوك 0