سِتّ الحبايب :
كان رامي الأبن الوحيد لعائلة مُكَّونة من أب و أم ومولود جديد ينتظر قدومه بعد بضعة أشهر .. كان رامي ولداً شقيّاً لكنه ذكي و كثير الحركة. فما إن ينهض من الفراش حتى يبدأ يومه مع أمَّه التي كان مركز اهتمامها الأول .
طوال النهار تقول ماذا تفعل يارامي ؟ هل أنت جائع ؟ لا تلعب في الشارع. لا تقترب من النار . لا تعبث بالأثاث .
و كان رامي يقوم أحياناً بأعمال مزعجة , فتضطر أمه أن توبخه , و أحياناً تصفعه بيدها . و مع ذلك كان ينتهي اليوم كما بدأ بنفس اليد الحنونة و هي تلامس شعر رأسه و تُقبِّل جبينه و تروي له القصص المسلية قبل النوم .
فجأة تغيرت الأمور لقد ماتت أمَّه أثناء الولادة , فحزن جداً و بكى كثيراً. و بعد عدة أشهر تزوج والده و أتت إلى البيت إمرأة غريبة لتحل مكان أمه .
و عندها بدأت معانات رامي من نقص الحنان و الحب , و كان يتألم كثيراً ليس من ضربها له فحسب , بل من قسوة تلك اليد التي تضربه , فعهد اليد الحنونة قد انتهى و تبدَّل كل شيء .
في أحد الأيام أتى رامي بعصا مُعيَّنة غريبة إلى زوجة أبيه و قال لها :
( أرجوك .... عندما تريدين ضربي استخدمي هذه العصا ) لم تهتم هي بأمر هذه العصا في البداية , و لكنها لاحظت أنَّها عندما كانت تضربه بها لم يكن يبكي , بل كان يبتسم و بصمت , فاحتارت في أمر تلك العصا , وسألته عن السبب . فكان جوابه المفاجىء ( في الحقيقة أنَّ هذه ليست عصا ... لقد ذهبت إلى قبر أمي و أتيت بعظمة يدها لتضربيني بها لأنَّه ستظل حنونة علي َّ ) .
أ . جوني جورج حنكليس - محردة