لسيادة البطرياك اغناطيوس هزيم
ماذا يمكن أن يكون هذا الباب؟ إنَّه الباب الذي تقدِّمه لنا الفرصة الحاضرة أيًّا كانت. من الممكن أن يكون انطباعنا الأوَّل، بإلقاء نظرة على مجرى حياتنا الماضية، هو انطباعٌ لفرصٍ متوالية ضائعة. آه، فقط لو كنت قد أدركت ذلك! آآه، فقط لو كنت قد تصرَّفت بشكل مغاير في هذه الظُّروف! آآآه، لو سنحت لي هذه الفرصة مرّة أخرى! لكن ليس بإمكاننا أن نعيش حياتنا مرّة أخرى، فلنقبل أنَّه يوجد هنالك فرص ضائعة لأنَّها لن تعود ثانيةً. إلاّ أنَّ هذه الفُرص الضائعة لا تشكِّل شيئًا مقارنةً بتلك الجديدة التي يَهَبنا الله إيَّاها في هذه اللحظة بالذَّات. حتَّى لو لم يحالفني الحظُّ، قبل الممات، إلاّ لمرَّة واحدة لبلوغ هذه الفرصة الإلهيّة، إلاّ أنَّني سأبلغها، وسيعوِّض هذا الإنفراج في الدقيقة الأخيرة كلَّ الفرص الضائعة السّابقة ويلغيها.
وهكذا، يبدو لي أنَّه يجب أن نفهم مثل العذارى الخمس الجَّاهلات الذين أضاعوا فرصتهم، بالوصول متأخِّرين، حيث كان الباب قد أُغلق (متّى 25 : 10). كيف يمكننا أن نوفِّقَ بين هذا المثل الصَّارم مع الكلمات الكليَّة الرَّحمة المتعلِّقة بالباب المفتوح أمامنا والذي لا يستطيع أحدٌ أن يغلقه؟ العذارى الجاهلات الغافلات والنائمات (وكم من المرَّات يكون عليه حالنا هكذا!)، كنَّ قد تركنَ مصابيحهنَّ دون زيت، كنَّ قد أضعن فرصة قدوم العريس ووُجدنَ بذلك خارجًا أمام بابٍ موصَد. مع ذلك، فإنَّه من الممكن لاحقًا في وقت متأخِّر، أن تسنح لهم فرصًا أخرى. لأنَّ الله يَهِبنا دومًا فرصًا أخرى.
المرجع :
Gillet, L., 2008. “Le pasteur de nos âmes”, F.-X.Gibert, France, P.57