الأحقاب الجيولوجية ( الدهر الأول ) :
ينقسم الزمن الجيولوجي إلى ثلاثة دهور رئيسية (الدهر مداه مئات الملايين من السنين)وهم:-
الدهر الاول
ويطلق عليه الدهر العتيق وهو ما قبل الحياة وهو أقدم الدهور ومداه حوالي 1,700 مليون سنة، بدأ مع تكون الارض قبل 4.5 مليار سنة وإستمر حتى 2,800 مليون سنة مضت، ولا توجد أي آثار للحياة في هذا الدهر.
ويمثل هذا الدهر عصرين هما:
الحقبة الخفية Hadean Eon
وهو ما قبل الحقبة الاركية، وتمتد من زمن تشكل الأرض وإنتهت قبل حوالي 3.8 بليون سنة تقريبا (يتفاوت التاريخ طبقا للمصادر المختلفة) وقد إشتق إسم الحقبة Hadean من كلمة لاتينية بمعنى غير مرئي أو جحيم، ويشير إلى الوضع على الأرض في ذلك الوقت.
من الممكن أن تكون توفرت كمية كبيرة من الماء في المادة التي شكلت الأرض في البداية، وجزيئات الماء كانت تفلت من جاذبية الأرض حتى وصل نصف قطرها حوالي 40 % من الحجم الحالي، والماء (وأية مواد متغيرة أخرى) يمكن للارض أن تحتفظ بها بعد وصولها للحجم المطلوب، ومن المتوقع ايضا أن غازات مثل الهيدروجين والهليوم قد كانت تتسرب بشكل مستمر من الجو، لكن وجود القليل من الغازات الخاملة والكثيفة في الجو الحديث للارض يوحي بأنه قد هناك حدث كارثي قد حصل في الجو المبكر للأرض.
الحقبة الأركية Archean Eon
وتمتد من 3,800 مليون سنة وحتى 2,500 مليون سنة مضت، في بداية الحقبة كانت حرارة الأرض ثلاث أضعاف ما عليه اليوم، وما زالت مرتين أعلى من مستوى الحرارة في بداية الحقبة Proterozoic. وهذه الحرارة كانت عبارة عن ما تبقى من نمو الكوكب، وجزء من الحرارة الناجمة من تشكيل القلب الحديدي للأرض.
غالبية الصخور في هذه الحقبة كانت صخور نارية، بسبب النشاط البركاني الذي كان أعلى إلى حد كبير منه اليوم، وإنشرت العديد من المناطق الساخنة وإنشقت وديان كبيرة وإزداد إنفجار الحمم في كل مكان.
الأرض في تلك الحقبة كان ذات نشاط تكتوني مختلف ونشط، حيث أن الأرض مازالت ساخنه فذلك جعل نشاط الصفائح التكتونية أكثر نشاطا منه اليوم، وأدى إلى زيادة في تكرار مادة القشرة بنسبة كبيرة، وربما قد حال هذا من تشكيل القارات حتى بردت القشرة الأرضية ببطء، ولم تظهرقارات كبيرة حتى وقت متأخر في هذه الحقبة، وكان الانتشار لقارات صغيرة منعت من الإلتحام مكونة وحدات أكبر نتيجة للنشاط الجيولوجي الهائل، التفسير الآخر لقلة الصخور في فترة ما قبل 3800 مليون سنة يعود إلى تواجد بقايا الحطام المتبقي من تكون النظام الشمسي، حيث أنه حتى بعد تشكل الكواكب ظلت أحجام كبيرة من الكويكبات والنيازك الكبيرة موجودة وتسبح بين الكواكب، وتعرضت الأرض المبكرة لفترة من القصف حتى 3,800 مليون سنة مضت بوابل من النيازك العظيمة والكويكبات الكبيرة، تلك الفترة المعروفة بفترة القصف العظيم، وربما منع هذا من تكون القشرة ومزقها بشكل كبير.
وعلى ما يبدو إفتقر جو الحقبة من الأكسجين، تظهر درجات الحرارة بأنها كانت قرب المستويات الحديثة ضمن 500 مليون سنة من تشكل الأرض، مع وجود للماء السائل، بسبب وجود الصخور الرسوبية المشوهة من صخور الكوارتز والصخور الاخرى. ويعتقد الفلكيون أن الشمس كانت أخفت بحوالي الثلث تقريبا مما عليه الأن، والتي ربما قد ساهمت في إنخفاض درجات الحرارة عن المتوقّع.
وفي نهاية الفترة عند 2,600 مليون سنة مضت، أصبح نشاط الصفائح التكتونية مشابه للذي عليه الأرض الحديثة، وهناك أحواض رسوبية ودلائل محفوظة جيدا، وحدثت فجوات بين القارات وكذلك إصطدامات على إمتداد واسع عبر الكرة الأرضية، وهذه الأحداث التي ربما كونت قارة واحدة وربما عدة قارات كبيرة، اما الماء السائل فقد كان سائدا في ذلك الوقت، ووجدت أيضا الأحواض المحيطية العميقة .
وأقدم تشكيلات الصخور وجدت على سطح الأرض خلال هذه الحقبة إو ربما أقدم قليلا، ووجدت في جزيرة جرينلند ومنطقة الدرع الكندي وفي غرب أستراليا وكذلك جنوب القارة الأفريقية. بالرغم من أن القارات الأولى تشكلت خلال هذه الحقبة فإن صخور هذه الفترة تمثل 7 % فقط، حتى السماح بالتآكل ودمار التشكيلات الماضية يعطي دليل بأن 5 - 40 % فقط من القشرة القارية الحالية تشكلت أثناء الحقبة.
وتركيب صخور الحقبة في أغلب الأحيان هو رواسب مشوهة جدا في المياه العميقة، ورواسب بركانية وتشكيلات من الحديد.
الصخور الكربونية نادرة مما يشير إلى أن المحيطات كانت أكثر حمضية بسبب ثاني أكسيد الكربون الذائب.