يعتبر فرن الميكروويف أحد أهم الاكتشافات العلمية الحديثة بالقرن العشرين حيث يستخدمه الملايين من الأفراد والعائلات بمختلف بلدان العالم، وتتمتع هذه الأفران بشهرة واسعة النطاق نظرا لقدرتها الفائقة على تسخين وطهي الأطعمة في وقت ضئيل ولكفاءتها التامة في استخدام الطاقة الكهربائية لتسخين الطعام فقط وليس الإناء الذي يحتويه. فالكثير منا يستخدم هذا الفرن بطريقة تلقائية ولكنه لايدري ماهو السر الذي يكمن وراء هذا الاكتشاف الرائع.
يعتمد فرن الميكروويف على تكنولوجيا موجات الراديو أو الموجات الكهرومغناطيسية عالية التردد والتي قد تصل إلى500 ،2 ميجاهرتز تقريبا وهو التردد الذي يكفي لتسخين أو طهي الطعام.
وتتميز هذه الموجات الترددية بخاصية عجيبة وهي سهولة امتصاصها بواسطة الماء والمواد الدهنية والسكرية الموجود بالأطعمة حيث تتحول بعدها إلى حرارة عالية تتفاعل مع مكونات الطعام.
أما الخاصية الأخرى فهي أن هذه الموجات لا تمتصها أسطح المواد البلاستيكية والزجاجية أو الخزفية ولهذا السبب فإننا نلاحظ أن فرن الميكروويف يقوم بتسخين الطعام فقط بدون أن يؤثر ذلك على سطح الوعاء الذي يحتويه في حين أن المواد المعدنية تعكس تلك الموجات على الجدران الداخلية للفرن ولذا فإنه لا ينصح باستخدام الأواني المعدنية عند القيام بطهي أو تسخين الطعام بفرن الميكروويف.
أما الأمر الآخر والمثير للدهشة أنه أثناء عملية الطهي تقوم الموجات الكهرومغناطيسية باختراق الأطعمة وإحداث غليان بالجزيئات والمكونات الداخلية الموجودة بالماء والمواد الدهنية أولا ثم تبدأ في الانتشار تدريجيا من الداخل إلى الخارج.
فهذه التكنولوجيا تعتمد على الطهي دفعة واحدة من جميع الجهات في نفس الوقت وليس على غرار الطريقة التقليدية في الطهي بواسطة توصيل الحرارة من الخارج إلى داخل الأطعمة مع العلم بأن درجة حرارة الهواء الموجود بداخل الفرن لاتتأثر مطلقا بالحرارة العالية التي تحدثها تلك الموجات.
التصميم الفني
يعتمد التصميم الفني للفرن على تركيبات متداخلة من الدوائر الكهربائية والأجهزة الميكانيكية لإنتاج وتنظيم الطاقة اللازمة لتسخين وطهي الطعام، وبصفة عامة فإن فرن الميكروويف يتكون من نظامين رئيسيين للتشغيل وهما: وحدة التحكم ووحدة إنتاج الفولط العالي.
وحدة التحكم
وتتكون من مؤقت إلكتروني ومنظم للطاقة الكهربائية وأجهزة الأمان فعندما يمر التيار الكهربائي من مصدر الطاقة عبر الأسلاك إلى داخل الفرن فإنه تعترضه سلسلة من الفيوزات والدوائر الكهربائية المصممة لإبطال عمل الفرن ذاتيا عند حدوث ماس كهربائي أو أي خلل تشغيلي آخر .
وحدة إنتاج الفولط العالي
بعد مرور التيار الكهربائي والتأكد من سلامة الأجهزة التشغيلية بالفرن تقوم وحدة إنتاج الفولط العالي والمكثف بمضاعفة الفولط الناتج من 115 فولط إلى 000 ،3 فولط تقريبا، وعندئذ تقوم وحدة المغنترون بطريقة ديناميكية بتوليد ذبذبات موجية ذات قوة عالية والمعروفة بالموجات الكهرومغناطيسية تنتقل بدورها عبر قناة معدنية تغذي منطقة الطهي ويتم توجيه هذه الموجات إلى الطعام من جميع الجهات إما عبر إنعكاسها من السطح المعدني أو الجدران الداخلية للفرن وتظل هذه الموجات بداخل الفرن طوال فترة التشغيل التي تم اختيارها على حسب نوع وكمية الطعام وعندما ينتهي الوقت المحدد أو عند فتح باب الفرن تتوقف هذه الوحدة تلقائيا أولا من مبدأ السلامة وثانيا لكي تستمتع بمذاق طيب مع أشهى المأكولات.