الأباء الرسوليون
Apostolic fothers
سمى هؤلاء الأباء بهذة التسمية لانهم يحملون التسليم الرسولى فى نقاوته الأولى واى حقبة فى تاريخ الكنيسة تحمل روح الرسل نسميها " كنيسة الرسل " وعندما نقول الأباء الرسوليين فنحن نستحضر روح المسيح العامل فى الأباء "نكتب بروحهم ونعلم بروحهم".
+ تتلمذوا على الأباء الرسل مباشرةً مقل القديس بوليكاربوس (يوحنا الانجيلى)، أول جيل أساقفة بعد الرسل مباشرةً، والكنيسة النتشرة فى منطقة حوض البحر المتوسط برزت فيها تساؤلات وقضايا، تعاملوا معها بروح الرسل .
تسميتهم:
ربما كان ثاوفيلس الأنطاقى هو أول من أطلق عليهم تلك التسمية، وبعد ذلك العالم الفرنسى جون كوتيلر Jean B.Cotelier سنة 1672 م والذى نشر فى تلك السنة مجلدين عن الأباء شملت كتابات تلك الحقبه... .
إذاً منهم يمثلون الجيل الثانى لعصر الرسل(والذى يبدأ بنياحة يوحنا الحبيب)، ولكن ليس كل أب ظهر فى تلك الحقبة يسمى رسولى لأنه عاش فى ذلك الوقت بعض الهراطقة.... فى حين سمى البابا اثاناسيوس الرسولى هكذا لأنه يحمل فى روحه وتعليمه منهج الأباء الرسل.
وقد عبر الأباء الرسولين بكتاباتهم ورسائلهم وعظاتهم عن ايمانهم وعقيدتهم للمسكونة كلها، فحملت تلك الكتابات الصدى الأصيل لكرازة الرسل وبساطة الانجيل والتقليد فى تلك الفترة الهامة.
هكذا وقد تطور علم الاهوت المسيحى نتيجة ثلاثة عوامل (مراحل) :-
1- تعرّف الكنيسة على ذاتها وبنيانها لعقيدتها الذاتية (95 – 150) الرسوليون
2- مواجهة العالم الخارجى (120 – 220) المدافعون
3- مقاومة موجة الهراطقات (180 – 235) مقاومى الهرطقات
وقد عبر الأباء الرسوليين (المرحلة الأولى) عن الوعى والاستنارة الجديدة التى ذاقتها الكنيسة, وكانت مرحلتهم مرحلت بنيان وادراك لكل ما ورثته ألكنيسة وأستجابتها لروح الله فيها، واستفادوا بالآداب الموجوده أنئذ مثل الهيلينية، وكانت الرسائل والكتابات مثل وسيلة تخاطب بين الكنائس أو الأشخاص للمشاركة فى الألام أو التعزيات، وقد نقلت لنا تلك الكتابات نبض الكنيسة الأولى، وكانت تقرأ فى الكنيسة والأجتماعات.
وكتابات الأباء تنقسم إلى ثلاث أقسام :-
1- الكتابات الأبائيه (100-300م)
2- العصر الذهبى لكتابات الأباء (300-440م)
3- العصر المتأخر (440-600م)
وعندما ندرس الأباء فى القرن العشرين، فهل نحن نعود إلى القرون الأولى أم نسير مع الأباء إلى الأمام ؟ ويسمى بعض الأباء هذا العصر بالعصر الأبائى الجديد New patristics age .
وقد شغلتهم أمور مثل انتظار مجىء الرب ولما لم يجئ حسبما توقعوا سريعاً، أنتقلوا بقوة الانتظار الاسخاطولجى إلى تأسيس الكنيسة، وبقيت حاملة هذا الاشتياق فى الرعاية والخدمة (وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى) ولكنها تحولت بطاقة الانتظار الرأسية إلى طاقة الانتظار الأفقية، ولذلك فقد سمى العلماء تلك المرحلة (بمرحلة الانتقال)
[ أى التحول من انتظار المجئ إلى الكرازة بقوة المجئ ... ]
وتكمن أهميتهم أيضاً فى نقل السمات الليتورجيه للكنيسه الأولى وعلاقته بالعهد القديم بالجديد، الرتب الكنسيه، ويقول باحث فرنسى :-
[ مع الأباء الرسوليين إنتقلت الكنيسه فى إيمان العيون إلى عيون الإيمان ]
وعلاقة الكنيسه بالدولة والسلطات
من هم : أولاً أهم ثلاثة :-
1- القديس كليمندس الرومانى 92-101م (رسالة إلى كورنثوس [معالجة الشقاق] ورسالة أخرى تسوية له.
2- القديس اغناطيوس 35-107م الشهيد.
3- القديس بوليكاربوس ازمير 69-155م
ولعل أعظمهم هو اغناطيوس الأنطاكى والذى لقب بأب ومعلم الكنيسه، لاهوتى قدير ودعى الثيئوفورس أى [حامل الاله].
4- بابياس تلميذ يوحنا الحبيب 60-130م ورسالته عباره عن تعليقات على كلمات السيد المسيح مع عرض لطيف للتقليد الشفهى.
5- برنابا تلميذ القديس بولس (ربط العهد القديم بالجديد).
6- هرماس الراعى (رؤى ووصايا للتوبة بعد المعمودية)
أخوبيوس أسقف روما 140-150م
7- الديداكية تعليم الأثنى عشر، اكتشفت عام 1873م (تعليم الرب للأمم كما نقله الأثنى عشر، إرشادات للمؤمنين
8- الرسالة إلى ديوجينيتس نعى هام يصف حالة المسيحيين فى نهاية القرن الثانى وتنسب إلى ديديموس الضرير ، حيث أرسل إلى ديوجينتيس وهو موظف كبير فى الأسكندرية (أسئلة وأجوبه دفاعية لشرح المسيحية).
خصائص الفتره التى كتب فيها الرسوليين
عبرت تلك الحقبه عن إحتياجات الكنيسة (مثل الحدة والسلام الداخلى. بسبب الإنقسامات ، الحفاظ على الإيمان وتنقيته من الأفكار الغريبه لاسيما الأفكار الوثنية اليونانية واليهودية، ولم يكن غرضهم عرض عملى للإيمان بل عبرت كتاباتهم عن موضوعات طارئة فأعطوا عرضاً متناسقاً للعقيدة المسيحية.
مشاكل عصرهم :-
+ عانت الكنيسة فى البداية من الإضطهاد الذى شنه الرومان على اليهود والمسيحيين عندما شعروا أن هناك شيع ستنفصل عن الإمبراطورية... وكان ذلك بسبب مناداة اليهود بمجىء مخلص منقذ على المستوى السياسى والعسكرى (الغيوريون ، الأثينيون...إلخ)
+ الثقافة الوثنية واليهودية مثل الغنوسية والتى إنتشرت فى مصر أكثر وهو الإيمان بأن الالعرفة هى سبيل الخلاص وهى خليط من اليونانية والفارسية واليهودية والمسيحية.. ترى أن الروح سقطت من العالم السماوى إلى الأرض وتأثر الإله فأرسل المخلص لكى يخلصها من سخبها فى الأرض وإتخذ شكل إنسان وأعلن بهذه الطريقه للغنوسيين أصلهم السماوى وعاد إلى هناك وإتخذ لهم مكاناً وستصعد الأرواح بدورها إلى هناك وقد ظهرت فى القرن الأول (والبعض يقول فى السبي) ثم اتسعت فى القرن الثانى.
2- الأبيونية :- وهى بدعة ظهرت بين فريق يهودى ـــ ، رفض التخلى عن العوائد اليهودية وشريعة موسى، ظهرت فى الأيام الأولى فى المسيحية ولكنها لم تصبح مذهباً إلا فى أيام الإمبراطور تراجان 92-117م.
3- الدوسيتيين (الخياليين) ظهرت فى القرن الأول ودعمتها الغنوسية، ونادت بأن المسيح لم يكن له جسد حقيقى بل ظاهرى وبالتالى لم يتألم ولم يصلب بل حل عليه الروح فى المعمودية وفارقه عند الصليب ، وبالتالى أنكروا التجسد والإفخارستيا.