فُقدت الساعة الثمينة لواحدٍ من رجال الأعمال أثناء تجواله في معمل أخشاب كبير يمتلكه . و كانت الأرضية ممتلئة بنشارة الخشب التي يصل ارتفاعها إلى بضعة سنتمترات ..... فأعلن استعداده لمنح مُكافأة مالية كبيرة لمَن يجد ساعة . فأسرع العمال إلى تقليب النشارة باجتهاد مستخدمين أدواتهم , لكن بدون جدوى .
و في فترة الاستراحة وقت الغداء , دخل صبيّ صغير إلى الورشة , و بعد دقائق خرج و في يده الساعة الثمينة . نظروا إليه بدهشة و سألوه : كيف استطعت أن تجدها بينما فشلنا جميعنا ؟ فأجابهم : لم أفعل أمراً خارقاً , كل ما عملته أنني جلست على الأرض في هدوء بعد أن انتهيتم من ضجيجكم , و ظللت أدقق السمع حتى التقطَتْ أذناي دقات الساعة , فوجدتُها .
ما أكثر حاجاتنا إلى الهدوء و السكون , حتى نستطيع أن نسمع صوت الرب بعيداً عن الضوضاء و إيقاع الحياة السريع . كثيرون يفقدون ذلك الهدوء بسبب مشغولياتهم الكثيرة التي لا تنتهي . فحرموا أنفسهم من الاستمتاع و الإصغاء لصوت الرب . لنسمع قوله " بالرجوع و السكون تَخلَصون , بالهدوء و الطمأنينة تكون قوتكم " . فما أثمن و ما أروع صوت الرب حينما تستقبله و تفهمه , الأمر الذي أدركَتهُ مريم أخت مرثا , فاختارت النصيب الصالح , بينما كانت مرثا في توتر و قلق .
و لكم هذه القصيدة الجميلة :
هل جلست في هدوء و نظرتَ للعلاء
و تأملت صليباً بين أرضٍ و سماء
فوقه الحبُّ تجلَّى بجراحٍ و دماء
صافحاً عن صالبيه بصلاةٍ و دُعاء