هل أنت بطيء أمْ سريع جداً ؟
خمسة أطباء ذهبوا لصيد البط ّ , و كان بينهم طبيب عام و طبيب أطفال و طبيب نفساني و جرَّاح أخصَّائي في كل الأمراض . بعد فترة طار عصفور فوق رؤسهم فرفع الطبيب العام بندقيته ليطلق النار عليه , لكنَّه تردد قائلاً : أنا لست متأكداً تماماً أنَّها بطّة . عليَّ أن أسأل رأي طبيب آخر . في ذلك الوقت كان العصفور قد ابتعد . ثمَّ ظهر عصفور آخر في السماء . هذه المرة تردد طبيب الأطفال في أن يصطاده و لم يكن متأكداً أنَّها بطة , و قال لئلا تكون حاملاً ! عليَّ أن أجري تحريَّات أكثر . و في هذه الأثناء كان العصفور قد هرب .
بعد ذلك شاهد الطبيب النفساني عصفور ذو عيون حادة , و كان متأكداً أكثر من هوية فريسته . فقال أن أعرف الآن أنَّها بطة , و لكن هل أنا متأكد .. و بالطبع اختفى العصفور المحظوظ بينما كان الطبيب يتصارع مع معضلته . و أخيراً مرَّ طير بسرعة , و في هذه المرَّة و بدون تفكير , أطلق الجرَّاح عليه طلقة , ثم أنزل بندقيته و أدار ناحية الطبيب الأخصائي بكل الأمراض و قال : اذهب و شاهد إذا كانت بطة .
إنَّنا نخطئ إذا أطلقنا اتّهامات ثم سألنا بعد ذلك . يقول المثل ( انظر قبل أن تقفز ). و مثل آخر يحدِّثنا عن خطر التأجيل ( من يتردَّد يخسر ) . و يقول الحكيم " إلى متى تنام أيُّها الكسلان ؟ متى تنهض من نومك ؟ " ( أمثال 6 : 9 ) . و يقول أيضاً " أفكار المجتهد إنَّما هي للخصب , و كل عجول إنَّما للعوز " . (أمثال5:22) . فهناك خطر في البطء الشديد . من الضروري أن تنظر إلى الأمام و تخطِّط ثمَّ تتصرَّف . و لكن يجب أن تكون حذراً , و لا تؤجِّل كثيراً بحيث لا ننجز شيئاً أبداً .
و لنأخذ هذه الآية زوادتاً معنا للبيت ( نفس الكسلان تشتهي و لا شيء لها و نفس المجتهدين تسمن ) ( أمثال 13 : 4 )