اصبر لتفهم

ااصبر لتفهم



كلف أحد الأغنياء رسّاماً مشهوراً لكي يرسم له صورة شخصيَّة خاصة يتقاضى عنها أجراً كبيراً . وافق الرسام و بدأ برسم الصورة . لكنَّه لم يُرد إن يريها لأحد من الناس , و لا أن يكشف سرَّها حتى ينتهي من تنفيذها . فكان كلما انتهى من العمل اليومي فيها يُسدل عليها الستاراً , كتب عليه هذه العبارة ( اصبر و انتظر حتى ترى ) .
و ما أحلى أن تكون هذه العبارة شعاراًً في حياتنا . إنَّ الصورة الحقيقية للأحداث التي نعيشها لم تنته بعد و لم تكتمل . فأمام مشاكل الحياة الشديدة و أزماتها الطاحنة و تناقضاتها المتعددة ... و أمام علامات الاستفهام الكثيرة , ضع أمامك هذه الكلمات ( اصبر و انتظر و سوف ترى ) .
إنَّ الأطفال عندما يلعبون بالمكعبات لتكوين صورة معيَّنة , فإنَّ الصورة الحقيقية الكاملة عادةً تكون مرفقة مع اللعبة , و هم يحاولون دائماً ترتيب تلك المكعبات بالشكل الذي يحقق الصورة كاملةً . و الأحداث و الأشخاص و الأشياء من حولنا كلها مكعبات تتحرك , تتقارب و تتباعد عن بعضها , و تتبادل مواقعها مع بعضها و في كل هذه فإنَّ الصورة الكاملة الحقيقية ليست معنا , إنَّها مع الله , لذلك فلنسعَ لاكتشاف هذه الصورة و بالتالي تحقيقها . و أثناء ذلك السعي لنضع هذه الكلمات أمامنا : ( اصبر و انتظر حتى ترى ) و حتى تكتمل الصورة و تتحقق .

انتظاراً انتظرت الرب , فمال إليَّ و سمع صراخي ( مزمور 40-1)