يزعمون أنَّه يستحيل على المرء أن يؤمن بالكتاب المقدس ما دام و احداً من العلماء . و هكذا تحت ستار العلم , تتعرض كلمة الله لأعنف الهجومات , ولا سيما في المدارس و الكليات و الجامعات المنتشرة في كل أنحاء العالم .
غير أنَّ لدى دراستنا لتاريخ العلوم . و اطِّلاعنا على سِيَر أولئك العلماء الحقيقيين الذين كشفوا النقاب عن اكتشافت هامة , لا يسعنا إلا أن نندهش إذ نعلم أنَّ عدداً كبيراً منهم كان من المؤمنين بالله , أو كانوا مؤمنين بحرفية الكتاب المقدس
و نتناول اليوم المثال الأول عن عالم عظيم آمن .
جوانس كبلر (Johannes Kepler ) (1571 – 1630)
استحق , بفضل إنجازاته العظيمة و اكتشافاته في مجال علم الفلك , أن يوصف (( بالرجل الذي باشر العملية التي اعتمدت المنطق بدل الخرافات)) .
فقوانينه الثلاثة حول مسار الكواكب , هي التي أرست أسس علم الفلك الحديث :
• يتحرك كل كوكب حول الشمس في مدار بيضوي الشكل .
• تزداد سرعة الكواكب كلَّما اقتربت من الشمس .
• إنَّ نسبة مربع الفترتين التي تستغرقهما الدورة الكاملة لأي كوكبين حول الشمس , توازي نسبة مكعّب معدَّل مسافة كل كوكب من الشمس .
لخص كبلر إيمانه بقوله : ( أنا مسيحي مؤمن ) , معترفاً بأنَّ الله هو
(( الخالق اللطيف الذي كوَّن الطبيعة من لا شيء )) . كما أنَّ قوانينه حول مسار الكواكب , جائت وليدة إيمانه بأنَّ الله هو إله ترتيب وليس تشويش . و هكذا فإنَّ كتابه تحت العنوان ( انسجام العالمين ) , و الذي أصدره في العام 1619 م لتدوين مبدأه الثالث المتعلق بمسار الكواكب , وردت فيه هذه الكلمات : (( عظيم هو الله ربنا , و عظيمة قدرته , ولا نهاية لحكمته )) .
وما صرح به كبلر في المرحلة المتقدمة من حياته , إنَّما يعكس الإيمان المسيحي لدى هذا العالم العظيم : (( أنا أؤمن .... و أكرِّس نفسي لخدمة يسوع المسيح وحده ... ففيه حصني و ملجأي , و كل عزائي )) . و قال أيضاً : (( كنت أنوي أن أصبح لاهوتياً ... لكني أرى أنَّ الله تمجَّد أيضاً من خلال نشاطي في مجال علم الفلك , ذلك لأنَّ السموات تحدث بمجد
الله )) .
أ . جوني جورج حنكليس - محردة