هل دفع دينك ؟
قرَّر أحد الرجال الأغنياء , بعد أن رجع إلى الرب و تاب عن خطاياه , أن يعمل معروفاً مع أهل مدينته و يسدِّد ديونهم . فكتب إعلاناً و علَّقه في جميع أنحاء البلدة قال فيه :
في يوم الأثنين القادم من الساعة التاسعة صباحاً حتى الواحدة ظهراً سأكون بمكتبي في القصر لتسديد ديون أي واحد من أهل البلدة . و على من يرغب يحضر في الوقت المعين و معه بيانات صحيحة عن قيمة الدَّين الذي عليه .
و لما انتشر الخبر سارع الكثيرون إلى القصر للتأكد من صحة الخبر . لكنَّهم فوجئوا بأنَّ الباب مغلق , إذ لم يكن الوقت قد حان . فتحيَّر البعض في هذا الأمر الغريب , و البعض الآخر قالوا هذا الشيء غير معقول , إنَّه لخدعة . و في الوقت المحدَّد اجتمع عدد من الناس عند باب القصر , لكنَّهم لم يدخلوا لأنَّهم لم يصدِّقوا , لأنَّه لم يُسمع من قبل أنَّ هذا الغني دفع دين أحد .
بعد قليل جاء رجلٌ مُسِنّ مع امرأته حاملاً ذلك الإعلان و طلب الدخول . و لدى دخوله اقترب من السيد الغني وقال : هذه كل ديوني يا سيد , وطالما تعبت كي اسددها و لكن بدون جدوى , و أتمنى أن أموت حراً من كلِّ هذه الديون . فقال الغني و هل أنت متأكد من استطاعتي دفع كل هذا الدين ؟ فقال : نعم متأكد لأنَّك أنت وعدت بذلك . فأجابه الغني حسن هذا يكفي . ثم أمر بإعطائه المبلغ الذي طلبه لتسديد دينه . فشكره المُسِنّ جداً وكاد يقفز من الفرح , و أراد أن يخرج و يعلن هذا الخبر لكل الواقفين على الباب . فطلب منه السيِّد أن يتمهل و ينتظر معه لأنَّه على الآخرين أن يصدقوا كلامه كا فعل هو .
أما الواقفون خارجاً فقد استمروا في شكوكهم و سخريتهم . و أخيراً دقت الساعة الواحدة ظهراً . فخرج الرجل المُسِنّ و امرأته و النقود في أيديهما . و أغلق السيد باب قصره فعاد الجميع حزانى و لم يستفد من هذا العرض السخي سوى هذا المُسِنّ و امرأتهِ .
أ . جوني جورج حنكليس - محردة