الأثقال تزداد بالتأجيل

زار ملاكٌ راهباً و أخذه إلى غابة , و أراه رجلاً مُسنَّاً يقطع بعض الأغصان و يكومها لكي يحملها . و لمَّا ازدادت حاول أن يرفعها على كتفيه ليسير بها , لكن إذ وجدها ثقيلة وضعها على الأرض , و إذ به يقطع أغصاناً أخرى و يضعها على هذه الكومة .
و اجتهد مرة أخرى لكي يرفع هذا الحمل و لم يستطع ... و هكذا فعل ذلك مراراً . فكلما زاد الحمل أَضاف عليه بعد أن يجتهد عبثاً في رفع من على الأرض .
في تلك الأثناء كان الراهب يتعجب جداً من جهل هذا المسن , فطلب من الملاك أن يشرح له معنى ذلك . فأجابه : إنَّ هذا الجاهل مثال دقيق للذين إذ يشعرون بثقل خطاياهم يصممون على التوبة . لكن ما أسرع أن يدركهم التعب , و بدلاً من أن يخففوا حمل خطاياهم , و يعترفوا بها لينالوا غفراناً , و إذ بهم على العكس , يزيدونه كلَّ يوم ثقلاً جديداً . وفي كل محاولة يجدون رفع هذا الثقل عن كواهلهم أصعب مما كان من قبل , فيتركونه مدَّةً أطول على رجاءٍ باطل أنَّهم شيئاً فشيئاً سوف يتمكنون من حمله . و هكذا يستمرون في زيادة أحمالهم إلى أن تصبح أثقل من أن تُحمل .
ثمَّ دعا الملاك الراهب ليتطلع إلى نهاية المشهد , و إذ به يرى أنَّ قوى ذلك المُسن قد خارت , و إذ بظلمة الموت تتجمع حوله .. و بعد محاولات مرتبكة سقط على الأرض ميتاً . فأدرك الراهب المعنى الذي يعلمه الكتاب " إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم . "

أ . جوني جورج حنكليس - محردة