وفقاً للعديد من الدراسات النفسية تعتبر الوحدة من أهم المشاكل الإجتماعية التي يعاني منها الناس في هذا العصر. و إذا لم يقدم الشخص علي إي خطوة لمواجهة الشعور بالوحده تكون النتائج مزعجة من أهمها
الكسل والركود والتوتر و الإكتئاب.
وللأسف هناك العديد من المفاهيم الخاطئة عن الوحدة وكيفية مواجهتها.
فالتغلب على الوحده يتطلب أفعال ولكن النوع الصحيح من الأفعال. هناك عدد كبير من الناس يعتقدون أن بإمكانهم مواجهة الشعور بالوحدة عن طريق تناول الأدوية أو المخدرات والخمور. و في معظم الحالات التي يلجأ فيها الناس إلي مثل هذه الأفعال تكون هذه التصرفات دليل علي محاولة هؤلاء الأشخاص أن يغرقوا بشكل أكبر في وحدتهم.
البعض الآخر يعتقد ان الوحدة مشكلة تقتصر علي كبار السن. ولكن الدراسات أثبتت عكس ذلك.
فطلاب المرحلة الِثانوية والجامعة هم أكثر الأشخاص شعورا بالوحدة. فالشباب عليهم الإنتقال من مرحلة الشباب إلي مرحلة النضوج وعليهم ان يستعيضوا عن عائلتهم بصداقات وعلاقات خارجية، وهنا تكمن الصعوبة. كذلك التواجد في مجتمع جديد كالجامعة قد يكون سبب من أسباب الشعور بالوحدة.
إليك خطة بسيطة وسهلة يمكن ان تساعد أي شخص يعاني من الوحدة:
*حاول ان تفهم سبب وحدتك. هل هو الخجل؟ أو توقعاتك الغير واقعية.هل تخرج بشكل كافي يسمح لك بالتعرف علي الناس من الأساس؟ أو هل هناك أسباب تجعل الناس تنصرف من حولك؟ حاول ان ترى حياتك بشكل دقيق فهذا سيساعدك في تحديد سبب وحدتك.
*توقف عن التفكير في حياتك من منظور الوحدة ولكن فكر فيها من منطلق الخلوه والإنفراد بالنفس فالوحدة لها تأثير سلبي أما الخلوه أكثر إيجابية. الكاتب الكبير "دافيد تورو" استفاد من وحدته بشكل إيجابي فركز على أفكار وساعدته خلوته في التعبير عنها مما جعل منه كاتب مشهور. الخلوه يمكن ان تكون قوة إيجابية. فلا يجب ان يكون الشخص محاط بالناس طوال الوقت فالآنفراد بالنفس يمكن ان يكون غاية في الإيجابية.
*يجب ان تستمع بصحبة نفسك. فكثير من الناس يشعرون بالوحدة لأنهم لم يتعلموا كيف يستمتعوا بحياتهم بنفسهم. فلا تخجل من الذهاب إلي مطعم بمفردك. الذهاب إلي متحف أو معرض بمفردك قد يتيح لك فرصة رؤية أشياء لم تراها من قبل. استمتع بذهابك للتسوق بمفردك وفي المكان الذي تفضله. كذلك القراءة هي متعة فردية فيصعب ان يقرأ شخصان نفس الكتاب سويا.
*ابدأ بتشكيل شبكة من العلاقات لتكون مساندة لك. ابحث عن أشخاص يمكنك الإتصال بهم من وقت لآخر سواء كانوا أقارب، زملاء في العمل، أو أعضاء في نفس النادي أو النقابة. اتصل بمعارف الذين لم تتواصل معهم منذ فترة طويلة أو أدعهم . استمر بالتدريج في بناء هذه الشبكة من العلاقات فهذا سيساعدك على التغلب على الوحدة.
*ثق بأن النشاطات وليس الأفراد هي مفتاح التغلب على الوحدة، فالأبحاث التي أجريت على الوحدة كلها توصلت إلي نتيجة واحدة وهي ان الأشخاص الذين لا يعانون من الوحدة هم الأشخاص المنشغلين بكثير من الأشياء.
فهناك مفهوم خاطئ وهو إنه في حالة شعورك بالوحدة فأن الحل هو ان تحيط نفسك بالناس. ولكن هذا ليس صحيح بشكل مطلق فيمكنك أيضا التغلب علي الوحدة عن طريق ايجاد الكثير من النشاطات لتمارسها.
تغلب علي الوحدة، اشترك في نشاطات تستمتع بها. ولا تهتم كثير بإذا كنت سوف تتعرف على أشخاص جدد أم لا. أعط لنفسك دفعة و ابدأ فكل شئ يحتاج إلي مجهود ولكن النتيجة بالتأكيد مجزية.