تقع مغارة جعيتا في وادي نهر الكلب على بعد نحو 20 كلم شمال بيروت
يعتبر اللبنانيون مغارة جعيتا جوهرة (لؤلؤة) السياحة اللبنانية،
فهي تشكل محطة هامة لجذب السياح على مدار السنة.
وهي من اروع التحف الطبيعية في الشرق
وهي عبارة عن تجاويف وشعاب ضيقة،
وردهات وهياكل وقاعات نحتتها الطبيعة،
وتسربت اليها المياه الكلسية من مرتفعات جبال لبنان
لتشكل مع مرور الزمن عالماً من القباب والمنحوتات
والأشكال والتكوينات العجيبة التي يعجز اللسان عن وصفها.
تتكون مغارة جعيتا من طبقتين،
الطبقة أو المغارة العليا (الجافة) والمغارةالسفلى (المائية)
المغارة العليا الجافة
افتتحت المغارة العليا في يناير 1969، بعد أن تم اكتشافها عام 1958
وتأهيلها للزيارة على يد المهندس والفنان والنحات اللبناني غسان كلينك
وتتميز هذه الطبقة من المغارة بأنها تمنح زوارها متعة السير على الاقدام
على مسافة 750 مترا من طولها الذي يصل الى 2200 متر
بعد عبور نفق يبلغ طوله حوالي 120 متر
ليطل في الممرات بعد ذلك على الأقبية العظيمة الارتفاع
والموزعة فيها الأغوار بالاضافة إلى الصواعد والهوابط
والاعمدة الكلسية وما إليها من اشكال مبهرة
[rtl]
[/rtl]
[rtl]
المغارة السفلى (المائية) التي يعود اكتشافها الى عام 1836م[/rtl]
[rtl]
للمبشر الاميركي وليام طومسون،ويحكى أنه بعدما توغّل في داخلها حوالي 50 متراً[/rtl]
[rtl]
وبعد ان اطلق النار من بندقية الصيد التي كان يحملها،وادرك من خلال الصدى الذي احدثه صوت العيار الناري،[/rtl]
[rtl]
ان للمغارة امتداداً جوفياً الذي يصل الى 6200 متر على جانب كبير من الاهمية.الرواد الأوائل[/rtl]
[rtl]
وبعد مضي بضع سنوات على تلك الحادثة،قرر اثنان من مهندسي شركة اشغال مياه بيروت،[/rtl]
[rtl]
وهما «و. ج. ماكسويل» و«هـ. ج. هاكسلي»،واثنان من اصدقائهما، ومن بينهما القس «دانيال بلس»[/rtl]
[rtl]
مدير الكلية الانجيلية السورية آنذاك،وهي التي اصبحت في ما بعد الجامعة الأميركية في بيروت،[/rtl]
[rtl]
فقام الفريق برحلتين استكشافيتين داخل المغارةوتوغل فيها حتى مسافة نحو 800 متر عام 1873،[/rtl]
[rtl]
1060 مترا في العام التالي.سمى اعضاء الفريق احد الصواعد العملاقة،[/rtl]
[rtl]وقد توالى على اكتشافها عبر التاريخ رواد أجانب ومغامرون لبنانيون
ويقع على بعد نحو 625 مترا من مدخل المغارة[/rtl]
[rtl]
«عمود ماكسويل» على اسم رئيس الفريق.وفي موضع يقع على بعد نحو 200 متر من الاول،[/rtl]
[rtl]
اطلقوا عليه اسم «مجمع الآلهة»،من دونوا اسماءهم وتاريخ استكشافهم على صحيفة من الورق[/rtl]
[rtl]
وجعلوها في قنينة ووضعوا القنينة على رأس صاعد آخر.ومع مرور الزمن كست المياه القنينة بقشرة كلسية[/rtl]
[rtl]
فاحكمت ختمها الى الابد وجعلتها جزءاً من الصاعد،وهي لا تزال في موضعها حتى اليوم.[/rtl]
[rtl]
وتوالت الرحلات الاستكشافية داخل المغارةابتداء من عام 1892 بهدف التعرف على شبكة الانفاق الجوفية[/rtl]
[rtl]
التي تتألف منها بشكل افضل وأدقبحيث بلغ طول الانفاق التي امكن استكشافها[/rtl]
[rtl]
حتى عام 1940 ما يناهز 1750 مترا.وكان جميع الذين قاموا بهذه الاستكشافات في ذلك الوقت[/rtl]
[rtl]
من الجنسيات الانجليزية والأميركية والفرنسية.المستكشفون اللبنانيون[/rtl]
[rtl]
غير ان مراحل استكشاف مغارة جعيتا شهدت تحولاً جذرياًابتداء من اربعينات القرن العشرين وحتى اليوم.[/rtl]
[rtl]
فقد انتقلت الشعلة الى اجيال من المستكشفين اللبنانيين،ولا سيما اعضاء «النادي اللبناني للتنقيب عن المغاور»[/rtl]
[rtl]
الذي اسسه عام 1951 المنقب اللبناني الاول ليونيل غرة.وقد قام المنقبون اللبنانيون منذ ذلك الحين،[/rtl]
[rtl]
ومن خلال جمعياتهم المختلفة،بدراسة الموقع دراسة تميزت بالانتظام والدقة والمنهجية،[/rtl]
[rtl]
واخذ عمق المغارتين المستكشفتين يزداد يوماً بعد يومحتى بات طول الدهاليز المكثفة حالياً يصل الى حدود التسعة كيلومترات.[/rtl]
[rtl]ويتدفق من المغارة السفلى نهر جوفي يشكل الجزء المغمور
من منابع نهر الكلب
وهو النبع الذي يُغذي بيروت بمياه الشرب.[/rtl]
[rtl]
وتتم زيارة المغارة السفلى بواسطة
قوارب صغيرةتنقل الزائر عبر مسطح مائي متعرج يقطع سكونه هدير المياه الجوفية[/rtl]
[rtl]
وتحيط به اعمدة من الصواعد والنوازل التي نحتت فيها الطبيعةعلى مدى ملايين السنين الى مسافة 500 متر تقريبا من اصل 6200 متر[/rtl]
[rtl]كما انها تقفل امام الزائرين عند ارتفاع منسوب المياه في فصل الشتاء
.ويقف على مدخل المغارة (حارس الزمن)[/rtl]
[rtl]
وهو اضخم منحوتة بارتفاع 6 امتار و60 سنتم وبوزن 75 طناً.وتبقى درجة الحرارة داخل المغارتين على مدار السنة ثابتة[/rtl]
[rtl]16 درجة مئوية في المغارة السفلى و22 درجة في العليا.[/rtl]
[rtl]يذكر انه أعيد افتتاح المغارة في تموز (يوليو) 1995م
بعد 20 عاما على الاقفال القسري نتيجة الحرب الاهلية (1975 ـ 1990).[/rtl]
[rtl]ووقعت وزارة السياحة اللبنانية عقدا بعد ذلك مدته 27 عاما
مضى منها 13 عاما مع الشركة المستثمرة ماباس لاعادة تأهيل مغارة جعيتا.[/rtl]
[rtl]الزوار والبيئةوتأتي المحافظة على بيئة المغارة ومحيطها على رأس اهتمامات ادارة المرفق[/rtl]
[rtl]لتبقى صخور المغارة سليمة وخالية من اي شوائب،
لأن هذه البيئة الطبيعية حساسة جداً،[/rtl]
[rtl]واي خلل يمكن ان يسبب ضرراً للصخور الكلسية،
وتخسر جمالها ويمكن ان يؤدي الى تغيير في الوانها،[/rtl]
[rtl]لذلك تم فرض قواعد صارمة من اجل المحافظة على جمالها
عبر استعمال نظام اضاءة غير مؤذ،[/rtl]
[rtl]ومنع ادخال مأكولات او مشروبات وحتى التقاط صور تذكارية
خوفاً من ان ينمو على طبقة الصخور الكلسية «طحالب»[/rtl]
[rtl]او «خز» يدخل في مسامها الناعمة ويغير لونها.
عدد السياح في لبنان البالغ عددهم العام الماضي نحو مليون و300 الف[/rtl]
[rtl]حسب احصائيات وزارة السياحة اللبنانية.
وذكر مدير الشركة المستثمرة لمغارة جعيتا نبيل حداد
ان عدد زوار المغارة لعام 2004 بلغ 361 الفا و968 شخصا[/rtl]
[rtl]اي بزيادة 30 في المئة عن العام 2003 الذي بلغ عدد الزوار فيه 275 الف و440.
ويعمل في المغارة فريق مؤلف من 150 موظفاً في الصيف،
وينخفض هذا العدد الى 75 موظفاً في الشتاء[/rtl]