مجرم وسط الأبرار
قيل أنَّ أحد الملوك كان يسير بصحبة ملك آخر يقوم بزيارته في
أحد السجون . و إذ أراد أن يقدِّم تحيَّة لهذا الملك الضيف , طلب منه أن يختار أي سجين مهما كانت عقوبته و سوف يفرج عنه حالاً . و قد اندهش الملك الضيف عندما التقى بكل واحد من المساجين , فجميعهم كانوا يتحدثون عن الظلم الذي لحق بهم حتى أودعوا في السجن دون أن يرتكبوا إثماً .
إلا سجيناً واحداً , فقد رآه الملك متألماً حزيناً , و إذ سأله عن جرمه أجاب : إنَّ جرمي ثقيلٌ جداً , ومن حُسن حظي أن عقابي لم يكن أقسى ممَّا حُكِمَ به عليَّ , فأنا أستحق عقاباً أكثر من ذلك . عندئذٍ قال له الملك ينبغي أن تخرج من هذا المكان , لأنَّه لا يليق بكَ و أنت المجرم أن تبقى بين هؤلاء الأبرار . و بالفعل خرج ذلك السجين حرَّاً من السجن .
ما أكثر المرَّات التي نتبع فيها منهج هؤلاء المساكين , فعلى الرغم من خطايانا الكثيرة , إلا أننا نرى أنفسنا أبراراً و مظلومين , و لم نأخذ حقوقنا . و ما أقل المرَّات التي نعترف فيها بأننا خطاة نستحق العقاب . و لكن الله في رحمته الكثيرة , و غنى مجد نعمته , قد أنعم علينا بالغفران في المسيح يسوع .
إنَّ الأعتراف لله و التوبة عن الخطايا , الطريق الذي يقود إلى قلب الله المحب , لكنَّه طريق صعب يحتاج إلى شجاعة في سلوكه .
و لتكن هذه الآية عبرة لنا " من يكتم خطاياه لا ينجح , ومن يقرُّ بها و يتركها يُرحَم . "
( أمثال 13:28 )
أ . جوني جورج حنكليس - محردة