*مدينة محردة *
مقدمة
محردة هذه المدينة التي أعتبرها من المناطق الهامة في سورية لأنها مدينتي التي أحبها وأحب عاداتها وتقاليدها أتمتع بكل شيء فيها 0
فأعتبر الأصالة والعراقة نابعة من هذه البيئة 0 فيتميز أهلها بالمحبة والألفة والعفوية الصادقة التي تجمعهم وتقربهم من بعضهم البعض 0
وسوف نبين في هذه الحلقة تاريخ محردة وآثارها القديمة ونبين عادات أهلها وأعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم 0
ولقد واجهنا الصعوبة في الحصول على المعلومات بسبب قلة المصادر الموجودة عن هذه المدينة 0
محردة بلدة قديمة ، ويبدو أنها تعود إلى الفترة التي تألقت فيها مدينتا افاميا ، وشيزر (العصر الروماني) وهذا ما تشير إليه بعض الآثار التي عثر عليها في المغائر التي كانت تشكل أماكن السكن القديمة للإنسان في هذه البلدة 0
تقع محردة على الطرف الغربي من الهضبة التي تحمل اسمها ويوجد إلى الشمال منها نهر العاصي ويفصلها عنه وادي أو خانق عميق ويحدها من الغرب سهل العشارنة أما من الشرق توجد بلدة حلفايا ومن الجنوب هضبة معرزاف0
وتبتعد عن مدينة حماة (23كم ) (وهي مركز محافظة )
وتقسم منطقة محردة إلى ثلاث وحدات إدارية هي :
1- مركز المنطقة (محردة ) ويشمل (20) قرية و(15) مزرعة
2- ناحية كرناز وتضم مجموعة قرى ومزرعة
3- ناحية كفرزيتا وتضم تسع قرى ومزرعة
وتبلغ مساحة أراضيها 12 كم2
- سبب التسمية :
اختلفت الأقاويل حول سبب تسمية محردة بهذا الاسم فهناك ثلاث روايات كل منها تحكي قصة سبب تسمية محردة :
1- يشير البعض إلى أن اسمها مشتق من كلمة (مهاردة ) المؤلفة من مقطعين (مهار) وتعني مدينة و(ده) وتعني الشمس وهذا يعني أن مدينة محردة تعني (مدينة الشمس)0
2- أما الرواية الثانية تقول أن محردة سميت بهذا الاسم نتيجة غضب امرأة من أهلها في شيزر مما دفعها إلى أن تذهب إلى مغاور محردة وتزعل (تحرد) هناك حيث يقال عن المرأة التي تهجر بيتها بأنها حردت 0 ولذا عرفت منطقة المغائر بمحردة 0
3- وهناك رواية ثالثة : تقول أن اسم محردة آتي من كثرة المغائر التي كانت تشكل ملجأ للفارين المتمردين فكانوا يستقصون فيها (بمعنى يحردون)
الفصل الأول : تطور السكان في محردة :
عندما تحولت محردة من مركز ناحية إلى مركز منطقة عام (1975م ) نشطت المدينة وتعددت وظائفها 0 غير أن التزايد السكاني في محردة بطيء قياساً بغيرها من مراكز التجمعات البشرية الكبرى 0
عدد السكان العام
8512 ن 1960
10416ن 1970
12770ن 1981
20000ن 2002
عدد السكان
22000ن
20000 ن
12770 ن
10416 ن
8512 ن
السنة 2007 2002 1981 1970 1960
الخط البياني لتطور عدد السكان في محردة
ويعزى التزايد البطيء للسكان إلى ثلاثة عوامل :
1- عدم تعدد الزوجات
2- تحديد النسل
3- الهجرة إلى خارج محردة
غير أن هجرة السكان في الربع الأول من القرن العشرين كانت نشطة ووجهتها نحو أمريكا اللاتينية (فنزويلا – أوروغواي – الأرجنتين ) ومعظم المهاجرون القدماء استقروا في دول المهجر 0
كانت أسباب الهجرة كثير منها اقتصادية واجتماعية ، حيث كانت الأوضاع الاقتصادية سيئة للغاية ويخيم على الوطن الفقر والجوع والجهل ومن الإيجابيات التي انعكست على محردة من هذه الهجرة ، الأموال التي كانت ترسل إلى أبناء محردة جعلتهم يشترون الأراضي الزراعية ويبنون المنازل والمحلات التجارية التي عادت بالفائدة على الوطن والمواطن 0 وقد ساهم المغتربون مساهمة كبيرة في بناء مشفى محردة 0 و محردة الحديثة منذ مطلع الخمسينات من القرن الحالي ، شهدت هجرة مؤقتة إلى دول الخليج والسعودية ونيجريا وليبيا وقد جنى الشباب ثمار أعمالهم وجهدهم ونشاطهم وتحقق لهم ربحاً كبيراً عاد بالمنفعة عليهم وعلى مدينتهم محردة 0
وهناك هجرات وافدة إلى محردة من القرى والمدن التي عانت أهلها وسكانها من الفقر أو من مشاكل أخرى طلباً للعمل والكسب والربح فاستقبلتهم محردة ووفرت لهم السكن والعمل وأصبحوا من أهلها الأصيلين
الفصل الثاني : نمو محردة وشكل العمران فيها :
حتى عام 1949 م لم تكن محردة تتعدى حي الساحة (البلدة القديمة ) الذي لم يكن يضم أكثر من 5000 ن 0 والبلدة القديمة هي أول الأماكن التي استوطنها سكان محردة القدماء ، وكانت أماكن سكناهم الأولى تتمثل في المغائر التي تكثر في البلدة القديمة حتى باتت في يومنا هذا تعرقل أي توسع عمراني ضمن الحي نفسه ، وأي تنظيم جديد للبلدة القديمة 0
وابتدأ من عام 1949م أخذت البلدة بالتوسع متبعة في البداية محوراً شرقياً جنوبياً تجاه مدينة حماة 0 أما محور التوسع نحو الشمال فلم يبدأ حتى أوائل الستينات ولعب سد محردة والمحطة الكهرحرارية الدور الرئيسي في ذلك كما أن توسع البلدة الملحوظ نحو الغرب برز بشكل واضح مع بداية السبعينات ، لنجد اليوم أن محردة على وشك الاتصال مع شيزر ، ومازال التوسع مستمراً خاصة في الاتجاه الشرقي والجنوبي والغربي 0 وهكذا يمكننا أن نحدد محاور التوسع الأفقي لمحردة بالآتي :
1- محور شرقي – جنوبي شرقي تجاه مدينة حماة التي تبعد عنها محردة 23 كم
2- محور شمالي نحو السد ، غير أن التوسع في هذه الجهة محدود بسبب وجود وادي نهر العاصي
3- محور توسع نحو الغرب تجاه شيزر
4- محور توسع نحو الجنوب فوق الهضبة على حساب الأراضي الزراعية الخصبة 0
ويبدو أن توسع البلدة تجاه الشمال الشرقي متوقف حالياً بسبب اعتماد البلدية للمنطقة الواقعة بين محردة و حلفايا على أن تكون منطقة صناعية 0
ولقد وضع أول مخطط تنظيمي لمحردة بتاريخ 14/ 6/ 1964 بالقرار الوزاري رقم (955) تاريخ 24/ 5 / 1967م ، كما عدل مرة أخرى ، بقرار اللجنة الإقليمية تاريخ 16/ 6/ 1971م 0
والأحياء التي تنقسم إليها محردة وفق التسميات المحلية هي :
1- حي الساحة (البلدة القديمة )
2- الحي الشمالي
3- الحي الشرقي
4- حي المسلخ
5- حي الحولة (غرب البلدة القديمة )
6- الحي الجنوبي
7- حي المجمع
8- حي الخزان الكبير
9- حي الحرية (المركز الثقافي )
غير أن محردة مقسمة وفق المخطط التنظيمي إلى ست مناطق هي :
1- منطقة البلدة القديمة ( مركز البلد التجاري )0
2- منطقة توسع البلدة القديمة (تحيط بالبلدة القديمة )0
3- منطقة سكن حديث (موزعة بشكل دائري حول منطقة توزع البلدة القديمة )0
4- منطقة فيلات في الجهة الشمالية والجنوبية من البلدة0
5- منطقة سكن وتجارة تتركز في شوارع البلدة الرئيسية القديمة والحديثة 0
6- منطقة اصطياف لم تبن بعد خارج المخطط التنظيمي 0
ذلك أن المخطط التنظيمي المخطط له أن يكفي توسع البلدة حتى عام 2000 م وقد امتلأ حالياً ، وهذا يدل على النمو الأفقي الكبير للعمران ، بجانب بقاء البلدة القديمة على حالها ، والتوسع انحصر فقط خارج البلدة القديمة 0
وعام 1975م أصبحت محردة مركز منطقة بعد أن كانت مركز ناحية تابعة لمركز المحافظة 0
وبالنسبة للمساكن كانت قديماً تشكل نواة المدينة مبنية بالحجارة والطين ومسقوفة بالأعمدة الخشبية أو بقناطر حجرية ، مؤلفة من غرف متلاصقة، لها فسحة سماوية وقد هُجر معظمها حالياً 0
أما الحديثة إسمنتية تحيط بالنواة القديمة ويزداد انتشارها في جميع الاتجاهات على شكل (فيلات ) 0
تتصف المدينة بشوارعها المنظمة المزفتة0
الفصل الثالث : نطور الزراعة في محردة :
الأساليب المتبعة في الزراعة :
تطورت الزراعة في محردة بشكل ملحوظ إلى أوائل الستينات حيث كان العمل الزراعي يتم بالطرق التقليدية و معظمه كان يدوياً . فالمحراث البلدي ( الحديدي و الخشبي ) كان أداة الحرث الوحيدة تقريباً. كما في الشكل
المحراث البلدي - الخشبي
و عملية البذر كانت تتم يدوياً بأن يضع الفلاح كمية من القمح في البذّارة المصنوعة من القنب و التي يربطها بكتفه متدلاة في مقدمته ناثراً القمح بيده . أما أعمال الحصاد فكانت تتم بواسطة المنجل , حيث كان القمح يجمع بواسطة الغمارة بشكل رزم مجدولة , أما الشعير فكان يوضع بشكل أكوام ( تعرف بالحابون ) . و كانت عملية نقل المحصول من الحقل إلى البيدر تتم بالعربات ذات الدواليب الأربعة التي تجرها الخيول أو البغال كما في الشكل
العرباة الخشبية
و بعد أن يجمع المحصول على البيادر تبدأ بعدها عملية درس المحصول بواسطة آلة الحيلان التي يجرها الحيوان ( خيل , بغل , حمار ) و بعد عملية الدراسة تبدأ عملية فرز المحصول على التبن و ذلك بواسطة عملية التذرية التي يستخدم فيها المذارة الخشبية و أحياناً الحديدية كما في الشكل
فلاح يقوم بتذرية القمح المدروس
كما و يستعمل في عملية فصل المحصول ( قمح , شعير, عدس , جلبان) عن المواد الغريبة التي تبقى عالقة بعد التذرية من الأتربة و عقد القش كل من المسرد , و الغربال , و الصانوت كما في الشكل
أعمال الغربلة و الصنت , لفصل الحب عن الأتربة
أما في الأراضي المروية فإنَّ الأدوات الزراعية التي كانت مستخدمة سابقاً وما زال معظمها شائع الاستخدام حتى الآن . فتتمثل في المحراث البلدي . بالإضافة إلى المسحاة التي بواسطتها تتم عملية تقسيم الأراضي إلى مساكب كما في الشكل و أدوات العزق الممثلة في الفأس , و القظمة و المنكوش و المر .
المسحاة, لتقسيم الأراضي إلى مساكب
و في أعمال السقاية تستخدم المجرفة و الرفش ( الكريك) .
و في جني بعض المحاصيل الدرنية ( بطاطا , شوندر ) يستخدم المر , الشوكة , الفأس و القظمة .
أما في مجال الري فكان يستخدم المدار ( المغراف ) الذي يتحرك حركة دائرية بواسطة الحيوان لرفع الماء من البئر لري الأراضي كما في الشكل
المدار ( مغراف الماء )
و لكن بدءاً من أوائل الستينات تقريباً أخذت الأساليب المتبعة في الزراعة تتطور بشكل سريع نتيجة دخول الآلة الزراعية( 2357 جرار عام 2007 ) حل محل المحراث و العرباية كما في الشكل
جرار زراعي يقوم بنقل المحصول
و المباذر الآلية (204 آلة بذر عام 2007) محل الطرق التقليدية في البذر . و حلت الدراسة ( 56 دراسة عام 2007) محل الحيلان و الحصادة ( 103 حصادة عام 2007) محل الحيلان و المذارة. كما في الشكل :
عملية الحصاد و الدراسة الآلية
أما من ناحية الري فأخذت المضخات الآلية تحل محل أدوات رفع الماء القديمة حيث شهدت تلك المضخات تزايداً كبيراً في عددها في أوائل الستينات حيث ازداد عدد الآبار المحفورة في الأراضي الزراعية البعيدة عن نهر العاصي كما في المناطق الغربية و الجنوبية من محردة كما ازداد عدد المضخات في محردة ( 1521 مضخة عام 2007)
و يجب ألا ننسى أنَّه رافق التطور السابق تطوراً أيضاً في مجال استخدام المخصبات . فبعد أن كانت الأسمدة البلدية منذ حوالي ثلاثون سنة مضت هي المخصب الأساسي . أخذت الأسمدة الكيميائية تحل بدلاً منها حتى لأصبح معظم الفلاحين يستخدمها. إذ بلغ اجمالي استهلاك محردة من الأسمدة الكيميائية 9520طن عام 2007)
أهم الأنواع الزراعية في محردة:
القمح:
يعد القمح أهم المحاصيل الشتوية في محردة إذ تشغل زراعته مساحة تقارب 35% من مجمل المساحة المزروعة بالمحاصيل المختلفة , و حوالي 83% من جملة المساحة المزروعة بالمحاصيل الشتوية . ففي موسم عام 2006-2007 بلغت المساحة المزروعة قمحاً9783هكتار حيث حقق مزارعي مدينة محردة (17)سنة على التوالي بطل الانتاج لزراعة القمح في محافظة حماة
الكرمة :
لمحردة شهرة قديمة بكروم عنبها و خمورها حيث كان يطلق على محردة من قبل ( الكرمة ) و تغنى الشعراء كثيراً بكروم محردة و خمورها و لكن للأسف شهدت منطقة محردة تقلصاً في مساحة كرومها خلال الخمسينات من القرن الماضي بسبب طفرة زراعة القطن حيث استبدلت معظم مساحة الكرمة بالقطن يضاف إلى ذلك سنوات الجفاف الشديدة في أواخر الخمسينات و أوائل الستينات (1958-1961) غير أنَّه منذ قرابة خمس عشرة سنة مضت بدأت حملة جديدة لزراعة هذه الشجرة حيث أصبحنا نرى هضبة محردة مغطاة و على مساحة شاسعة بهذه الشجرة إذ ما إن يتعدى الذاهب من حماة إلى محردة وادي نهر الساروت حتى تتراءى على يمينه و شماله بساتين الكرمة . و في عام (2007) بلغ اجمالي المساحة المغروسة بأشجار الكرمة1411هكتار محتوية على (243700)شجرة كان منها في عمر الثمر قرابة(123564)شجرة تقريباً وما تبقى هي عبارة عن أشجار في مراحل نموها الأولى و قد بلغ اجمالي انتاج محردة من العنب (19142) طن و معظم العنب بعل في محردة حيث يصل إلى (98%) و أصناف العنب المنتجة متعددة منها حسب التسميات المحلية العنب البياضي الذي يستخدم كعنب المائدة و صنع العرق , و العنب السوادي الذي يصنع منه النبيذ , و الشامي ( أحمر اللون ) , و السفرجلي و الدوماني ( أصابع العروس) و الجحافي و الجبلي و البومية
و العنب المزروع بعلاً أشد حلاوة من العنب المروي .
الزيتون :
تعد شجرة الزيتون من الأشجار القديمة التي كانت تشتهر بها مدينة محردة , حيث يشهد على ذلك العديد من معاصر الزيتون المندثرة .
حيث غرست مساحات كبيرة بأشجار الزيتون في محردة نذكر منها منطقة دير القديس جاورجيوس في محردة حيث بلغ إجمالي الشجر في هذه المنطقة (7142)شجرة
و إجمالي شجر الزيتون في محردة بلغ سنة (2007) (43)ألف شجرة تقريباً حيث تنتشر فوق مساحة قدرها 160 هكتار حيث أعطت انتاج مقداره 151 طن من الزيتون عام (2007) و نسبة المساحة المروية من الأراضي المغروسة بالزيتون لا تزيد عن (7%) و الباقي يعتمد على مياه المطر.
الفصل الرابع : التطور الصناعي في محردة :
نشأة الصناعة في محردة مثل غيرها من مراكز التجمعات البشرية تلبية لحاجة الإنسان الضرورية من غذاء و لباس . و نشأت بذلك الحرف الصناعية التي اقتصرت في مراحلها الأولى على الأسرة و أفرادها , ثم استقلت الحرفة عن الأسرة , و تعددت أنواع الحرف الصناعية و لكن الحرف الصناعية بقيت على صعيد ( القطاع الخاص ) بشكل عام و ظهر فجر الصناعة الحديثة في محردة في أوائل السبعينيات من القرن الماضي و لكن قبل ذلك كانت تعتمد محردة في صناعتها على الصناعات اليدوية و نذكر منها :
أ – الصناعات الغذائية :
تعتمد الصناعات الغذائية على تصنيع المنتجات النباتية و الحيوانية حتى تصبح جاهزة للاستهلاك و الاستعمال من قبل السكان و نذكر منها .
• صناعة المنتجات الحيوانية : تعتمد مدينة محردة الحيوان كعنصر أساسي في دخلها مضافاً إلى الزراعة و نتيجة لذلك كان لابد من القيام بتحويل الحليب إلى منتجات أخرى كالجبن , و القشدة , و الشنكليش حيث كان الجبن يصنع في البيوت بالطرق التقليدية و كذلك السمن كان يصنع بواسطة الجرة الفخارية ( الخضة) و ذلك بعد أن يحول الحليب إلى لبن رائب , ثم يوضع اللبن الرائب في الجرة الفخارية ( الخضة ) و يخض , حيث تستخرج منه الزبدة , كما في الشكل
و المصل الباقي الذي يعرف بالشنينة أصبح يحول معظمه إلى قريشة شنكليش , حيث تحول إلى كرات الشنكليش الصغيرة التي تترك فترة من الزمن – أي تنضج- و من ثم تيبس و تجرش , و يعاد تحويلها إلى كرات بعد إضافة الزعتر إليها.
و القشدة صناعة منزلية , و هي سوى عبارة عن وجه الحليب قبل ترويبه.
• صناعة الحلويات و المعجنات: تختلف أنواع الحلويات المصنعة يدوياً من حلويات شعبية ممثلة في الشعيبيات و المشبك و العوامة و النمورة و الهريسة و المبرومة و البقلاوة و البلورية .
• طحن الحبوب : حتى أوائل الخمسينات من القرن الماضي كانت مطاحن القمح و البرغل تقوم على الطاقة المائية , و لذا كانت المطاحن تتركز على مجرى نهر العاصي الذي يمر بالجهة الشمالية من مدينة محردة و مازالت آثارها الخراب دالة عليها حيث كان يوجد في محردة ثلاث طواحين انظر الشكل
طاحونة مائية قديمة
• صناعة الخبز : كان سكان محردة يقومون بتأمين حاجاتهم من الخبز بصورة ذاتية حيث كان كل بيت تقريباً يحتوي على فرن صغير يعرف بالتنور و معظم الذين يقومون بهذه الصناعة هم من النساء .
و كان وقود التنور يتألف من روث الحيوانات خاصة الأبقار و الحمير و الخيول الذي كان يحول إلى كتل صغيرة تجفف بالشمس و تعرف ( بالجلة) بجانب بعر الجمل و الغنم . و من قش القمح و عيدان القطن و بعض النباتات الحطبية كالبلان .
• صناعة المشروبات الروحية : من الصعوبة القيام بإحصاء لأماكن تصنيع المشروبات الكحولية التي تقتصر على العرق و النبيذ , كون هذه الصناعة منزلية في معظمها . حيث كان يوجد في محردة مئات العائلات التي تصنع العرق محلياً و يكفي القارئ أن يقوم بزيارة لمحردة في إحدى أمسيات أيام شهر أيلول و تشرين الأول ليرى في الشوارع أمام البيوت الأعمال التي تتم في تصنيع العرق كما في الشكل
عملية تصنيع العرق في محردة
و يركز السكان على تصنيع العرق بالدرجة الأولى و يدخرونه في بيوتهم مؤونة سنوية لهم , و هو من نوعية جيدة قل أن يتوفر في السوق مثلاً له . و يصنع أيضاً النبيذ في المنازل مستخدمين العنب الأسود , و صناعة النبيذ رغم توفرها إلا أنها أقل من صناعة العرق .
• صناعة الدبس : كان يصنع الدبس في محردة بكثرة حيث يعد طعاماً شعبياً يكثر تناوله . حيث يصنع الدبس من العنب و تضاف إليه الطحينية المستخرجة من السمسم لتخفيف حدّة حلاوته و إعطائه نكهة جيدة .
ب – الصناعة الخشبية :
من أهم حرف هذه الصناعة و أكثرها أهمية هي , حرفة النجارة العربية ,
حيث ازدهرت في الماضي حرفة النجارة العربية و بالتالي حرفة نشر الأخشاب نتيجة حركة العمران حيث اقتصر نجارو مدينة محردة على صناعة الأبواب و النوافذ قبل السبعينات من القرن الماضي كما كان النجار يصنع الحقائب الخشبية و الصناديق و لكن قل عدد العمال بهذه الحرفة بشكل ملحوظ في بداية السبعينات كما أنَّه مازال هناك بعض الحرفيين الذين يعملون بصناعة بعض الأدوات الزراعية القديمة كالفأس و الرفش . . . . .الخ
الصناعات الحديثة :
تطورت الصناعة في مدينة محردة بشكل ملحوظ في بداية السبعينات من القرن الماضي حيث أنشأت المنطقة الصناعية في محردة و دخل القطاع العام في الصناعة أيضاً و تميز أهالي مدينة محردة بتنوع الصناعات و دقتها و أدت الثورة الصناعية في محردة إلى تراجع العمل في الزراعة و بشكل ملحوظ .
و نذكر من أهم الصناعات في محردة :
• صناعة المشروبات الغازية:
اشتهرت محردة بصناعة المشروبات الغازية حيث بعد السبعينات أنشأ معملان لإنتاج المياه الغازية ثم تطور ذلك إلى (6)منشآت و منشأتين قيد البناء حالياً حيث ساعد و جود هذه المعامل إلى تشغيل عدد لا بأس به من شباب محردة و ريفها حيث أصبحت مدينة محردة توزع منتجها إلى جميع أنحاء سوريا و إلى دول الجوار مثل العراق و اللبنان .
• صناعة طحن الحبوب :
منذ أوائل السبعينات أخذت الطاقة المتولدة من البترول و الكهرباء تحل بدلاً من الطاقة المائية في إدارة رحى الطواحين و تقلصت بذلك الطواحين المائية التي باتت من الظواهر الأثرية .
و الطواحين متعددة في يومنا هذا وهي طواحين نارية ( آلية ) كما يعرّفها السكان ( طاقة البترول , و الكهرباء ) , حيث بلغ عدد الطواحين الحديثة في محردة (3) طواحين بالإضافة إلى المطاحن المخصصة لجرش البرغل و مطاحن لطحن البن حيث انتشرت بكثرة في مدينة محردة حيث كادت لا تخلو سوبر ماركت من مطاحن البن بالإضافة إلى طحن البهارات.
• صناعة الخبز :
انقرضت صناعة الخبز في المنزل و حلت المخابز الحكومية مكانها بالإضافة إلى مخابز القطاع الخاص حيث توجد في مدينة محردة مخبز حكومي و مخبز مشترك بالإضافة إلى مخبزين حالياً لصناعة الخبز الأسمر و الخبز السياحي بالإضافة إلى العديد من المعجنات و الحلويات الأخرى
• الصناعات الخشبية :
أصبحت الحرف اليدوية قليلةً جداً بعدما دخلت الآلة مجال صناعة الأخشاب حيث أصبح المنشار الكهربائي متوفر بشكل كبير بين أيدي الحرفيين و أصبح هناك شركات و معامل ضخمة في محردة لإنتاج الأخشاب و أصبحت صناعة الموبيليا و المفروشات ناشطة بشكل ملفت للنظر و ذلك نتيجة الطلب عليها من قبل الذين يقصدون الزواج و تأثيث البيوت . حيث أنَّ تركيز العروس على موبيليا غرفة النوم أمر لا يقبل التفاوض فيه , و يبلغ حالياً عدد المنشآت الصناعية التي تقوم بصنع الأثاث المنزلي في محردة حوالي (17)منشأة على الأقل .
• الصناعات الهندسية و المعدنية :
تتمثل هذه الصناعات بالحدادة الفرنجية و خراطة المعادن و الحدادة العربية , و الأثاث المعدني و صناديق السيارات و هياكلها و القاطرات الزراعية , و صناعة آلات صب البلوك .
بالإضافة إلى ورش تصليح و صيانة السيارات و الآلات الزراعية و الدراجات النارية و الساعات و التلفزيونات و الراديوهات و التلفونات بمختلف أنواعها .
بالإضافة إلى صناعة خزانات الماء و ألواح توفير الطاقة الكهربائية .
و انتشرت في محردة صيانة الآلات الثقيلة كالكاتربلر و برزت محردة بشكل ملحوظ في هذا المجال على مستوى سوريا و تجرأ أبناء مدينة محردة أن يطرقوا و يحتلوا مناصب حساسة في دول العالم بسبب خبرتهم الميكانيكية و نذكر على سبيل المثال نيجيريا و الغابون , غينيا,
الإمارات , السعودية ,ليبيا
• صناعة البناء :
لقد باتت حرفة البناء أكثر الحرف تطوراً و ازدهاراً نتيجة لتطور حركة البناء السريع في محردة حيث تحوي محردة العديد من مصانع البلوك (19) منشأة في محردة + بلاط و قساطل (
منشآت و صناعة الأسمنت منشأتين ( تكسير الأحجار (4)مشآت) نشر كتل الأحجار (11) منشأة بالإضافة إلى قص و نشر الرخام
و بالجدير بالذكر أنَّ هناك العديد من صناعات القطاع العام في محردة نذكر منها محلجة القطن و مطاحن الحبوب بالإضافة إلى المحطة الحرارية في محردة
• صناعات أخرى :
بالإضافة إلى الصناعات السابقة في محردة يوجد عدد من الصناعات مثل صيانة الذهب و حرفة التنجيد العربي و صناعة البسط و مازال الطلب قائم عليها حالياً لتجهيز العروس
و التصوير الفوتوغرافي حيث تميزت مراكز محردة بالتصوير الفوتوغرافي السريع .
بالإضافة إلى صناعة أجهزة التحكم عن بعد للسيارات و أبواب المحلات. و يوجد في محردة معمل هام يقوم بتصنيع الأنواع الفاخرة من الألبسة القطنية حيث يصدّر و بشكل كبير إلى أمريكا و اليونان و اللبنان .
الفصل الخامس : التطور التجاري في محردة :
كانت محردة ضعيفة تجارياً قبل الثمانينات من القرن الماضي حيث كانت تقتصر بتجارتها على الحبوب و القطن , و لكن بعد الثمانينات من القرن الماضي و نتيجةً لعمل الكثير من سكانها في دول الخليج و اللبنان و دول أوربا و أمريكا زادت الثروة المادية لدى سكانها و أنفتح العقل التجاري بشك ملحوظ عند رؤوس الأموال فقام العديد من تجار محردة بإستراد المواد الغذائية و الكونسروة من تركيا و أصبحت محردة مركز توزيع للسمن و الزيت حتى أصبح تجار مدينة حماه يأخذون منها , بالإضافة إلى مراكز بيع و توزيع الألعاب و القرطاسية و تجارة المكيفات و السيارات و الكرفانات و الآلات الزراعية و تجارة الألبسة القطنية و الأخشاب و المعادن .
و تحتل محردة موقع تجاري مميز يصل محافظتي حماه و اللاذقية و أصبح جميع الريف الذي يحيط بها يقصدها لشراء حاجته بسبب قرب محردة و بعد مدينة حماه عن هذه القرى .
و أصبحت محردة تصدر الكثير من منتجاتها إلى دول العالم فأصبحت تصدر الألبسة القطنية إلى دول أمريكا و اليونان بالإضافة إلى الكرفانات التي تصدر إلى دول الخليج ,كما تصدر المياه الغازية إلى العراق و اللبنان , و تشارك محردة بنسبة (2%) من تصدير سوريا من القمح للدول الأخرى.
بالإضافة إلى تجارة الخضار و الفواكه حيث أصبح في محردة مراكز خضار تجارية معروفة بالنسبة للقرى المجاورة .
و يحتل المركز التجاري في محردة وسط المدينة حيث يمتد بشكل (+) من مخفر محردة إلى مدرسة أمين الريحانة ومن كنيسة القديس جاورجيوس إلى دوار سوق الهال , حيث يعاني المركز التجاري في محردة ازدحاماً ملحوظاً و خاصة أثناء ساعات النهار الأولى.
الفصل السادس : تطور الخدمات في محردة :
1 – الوضع الصحي :
مما لاشك فيه أنَّ الوضع الصحي في محردة يختلف في يومنا هذا كثيراً عما كان عليه في الأيام الماضية , فازدياد الوعي الصحي لدى المواطنين كنتيجة للحركة التعليمية النشيطة في محردة التي زادت من نسبة المثقفين و خفضت من نسبة الأمية إلى درجة كبيرة , كان لهذا تأثير بالغ على انخفاض عدد المرضى و انخفاض حالات الوفاة . و أيضاً فإنَّ ازدياد عدد الأطباء الذي هو محصلة للحركة التعليمية و اهتمام الدولة بصحة أبنائها و من خلال اهتمام سكان محردة و المغتربين منهم بصحة أبناء المدينة أدى إلى إنشاء العديد من المشافي الخاصة و المراكز الحكومية الصحية في هذه المدينة , و يضاف إلى ما تقدم ارتفاع مستوى المعيشة, و تحسن و سائل الحياة من طعام و سكن و تدفئة , و تحرر الفرد من سيطرة مالك أداة الإنتاج , ساعد أيضاً على تحسين المستوى الصحي و الإقلال من الأمراض .
و نذكر من قطاعات الدولة الصحية :
أ- مستوصف محردة المركزي
ب- مستوصف محردة الثاني الصحي
أما المشافي في محردة فكلها قطاعات خاصة حيث يوجد في محردة(4) مشافي مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية و تضم كادر أطباء و ممرضات من كافة الاختصاصات وهناك مشفى قيد الإنشاء حالياً .
و يأم مشافي محردة أبناءها بالإضافة إلى أبناء الريف و ذلك يرجع إلى قلة الخدمة الصحية في المراكز الريفية , و عدم وجود الطبيب الوحيد في المراكز إلا ساعات محدودة جداً أثناء النهار , و قد لا يأتي في بعض الأيام . و تتولى مراكز الدولة الصحية عمليات التلقيح للأطفال , باللقاحات المختلفة سواء في داخل المراكز أو عن طريق الجولات التلقيحية و التي تتم في سائر أرجاء ريف محردة . و لقد بلغ عدد الملقحين باللقاحات المختلفة في عام 2007 قرابة 108414 شخص معظمهم دون الخامسة , و أهم اللقاحات المعطاة هي , لقاح ثلاثي و شلل الأطفال ولقاح ( ب . ث . ج ) و لقاح الحصبة
المهن الطبية :
لقد كانت الطرق البدائية في التطبيب هي السائدة في محردة خلال النصف الأول من القرن الماضي . و كانت الرقى و كاسات الهواء و الكي بالنار و التجبير العربي هي المتبعة بالإضافة إلى استخدام بعض النباتات الطبية في المداواة من بعض الأمراض و التي اكتسبت فعاليتها من خلال التجربة المتواصلة , ولم يكن الأطباء الحائزون على شهادات الطب يتعدون ( 3) أشخاص و قد برع هؤلاء الأطباء بمداواة الحروق الجلدية و الجراحة العامة .
و لكن بعد الثمانينات من القرن الماضي تزايد عدد الأطباء الحائزين على شهادة الطب من محردة بشكل ملحوظ جداّ جداّ . حيث أصبح الحكم على المستوى الصحي يتم من خلال معرفة ما يخص كل طبيب ن نسمة من السكان . و أصبحت محردة تصنف عالمياً الثانية بنسبة عدد الأطباء فيها بالنسبة لسكانها , حيث يوجد تقريباً في كل بيت طبيب على الأقل و يتميز أطباء محردة بذكائهم الحاد و وفرة الاختصاصات و شهرتهم التي لا يستهان بها في هذا المجال و هناك أطباء مشهورين دولياً و عالمياً في اختصاص الجراحة القلبية و العصبية و العيون و الجلدية و خاصة معالجة الحروق .
بالإضافة إلى الكثير الكثير من أطباء الأسنان و الصيادلة حيث أصبح من غير المسموح للصيدلاني المتخرج حديثاً بفتح صيدلية إلا بعد خمس سنوات من تخرجه و نيله الشهادة لكثرة الصيدليات و أصبح الصيدلي يعمل في الريف المجاور .
و تصدّر محردة الكثير من الأطباء إلى دول الخليج بشكل عام .
أهم الأمراض :
معظم الأمراض المنتشرة في محردة أمراض بسيطة لا تسبب الوفاة , إذ أنَّ أغلب حالات الوفاة المرضية ناتجة عن الإصابة بمرض السرطان . و أمراض القلب و الأوعية الدموية نتيجة تلوث البيئة الناتج عن المحطة الحرارية و قلة حركة السكان مشياً بسبب الرفاهية المفرطة .
و لكن أطباء محردة بسبب تميزهم بمجال جراحة القلب و الأوعية الدموية خففوا الكثير من نسبة الوفاة .
2 - وضع التعليم:
يمكن القول بأنَّ المدارس بمفهومها التعليمي بدأ نشوئها في محردة بفترة ليست بعيدة حيث كان آباؤنا يتعلمون في دير محردة إلى أن أتى مطران حماه جورج حريكة و أسس ثانوية الوحدة العربية سنة 1971 وكانت محردة تقع تحت كنف الجهل العلمي بسبب عمل أبنائها بالزراعة دون التعلم أضف إلى ذلك الفقر المدقع . و رغم ذلك كان هناك العديد من الأساتذة البارعين و لكنهم قليلون جداً . وفي مطلع السبعينات ازدهرت محردة علمياً بشكل ملحوظ حيث رغم قلة عدد سكانها الذي
لا يتجاوز 18 ألف نسمة حسب إحصاء عام 1981 فإنَّ عدد طلاب المرحلة الابتدائية و صل إلى 3293 تلميذ و تلميذة يعد كبيراً حيث الإقبال على التعلم في كافة المراحل سمة تميز محردة عن كافة ريف محافظة حماة .
وفي محردة يوجد (7) مدارس ابتدائية حالياً و (2) مدرسة إعدادية و (2) مدرسة ثانوية بالإضافة إلى و جود ثانوية صناعية و ثانوية فنون جميلة بالإضافة إلى وجود رياض أطفال يتوزع بين القطاع العام و القطاع الخاص , ففي كل مدرسة ابتدائية يوجد روضة أطفال بالإضافة إلى وجود روضتين تابعتين إلى القطاع الديني و وجود ثلاث روضات تابعة للقطاع الخاص و روضة تابعة للاتحاد النسائي و روضة خاصة تابعة لوزارة التربية و لكن مقرها مستقر عن الابتدائية.
و الشائع في محردة دخول الطفل من سن الثالثة إلى الروضة لتعلم القراءة و الأناشيد الوطنية و الدينية و الكتابة و اللغة الأجنبية و النشاطات الأخرى .
و كثرت في محردة المدارس الخاصة و المعاهد لإجراء دورات لتقوية قدرات الطلاب العلمية الدراسية و دورات الكمبيوتر بالإضافة إلى معاهد اللغات المشهورة في محردة .
و تختلف مدينة محردة عن غيرها من مراكز المناطق في كون الدراسة فيها مختلطة , ففيها مدرستان ثانويتان مختلطتان ، ثانوية فهد عفور و ثانوية الوحدة العربية , يتلقى فيها تعليمهم الإعدادي (1073) طالباً و طالبة (555) طالبة موزعين على 29 شعبة , عدد طلاب و طالبات المرحلة الثانوية 803 طالباً وطالبة (364)طالبة موزعين على 23 شعبة .
وتتميز محردة بتنوع الاختصاصات العلمية لخريجي مدارسها من دراسات ذريّة و أطباء بشريين و أطباء أسنان و صيادلة و مهندسين و محامين و معلمين بكافة الاختصاصات و لاهوتيين و خريجي معاهد متوسطة , حتى أصبح من المعيب في محردة أن يكون أحد أبنائها لا يحمل شهادة معهد على الأقل , و أصبح صيت أبناء العلم في محردة شائع على مستوى سورية في العديد من المجالات العلمية بالإضافة إلى الشعراء و الكتاب و الباحثين و العلماء المعروفين .
الفصل السابع : النقل و المواصلات :
كان لدخول السيارة أكبر الأثر في تطور شبكة المواصلات ليس في محردة و حماه و إنما في كل أرجاء القطر العربي السوري .
فقبل الثورة الصناعية التي شهدتها محردة و دخول السيارة كانت العربات الخشبية التي تجرها حيوانات الجر هي وسيطة النقل الوحيدة إلى جانب حيوانات الركوب , و بعد الستينات من القرن الماضي انقرضت و سائط النقل التي نستخدم بها الحيوانات و أصبحت السيارة منذ مطلع السبعينات و سيلة النقل الرئيسية و متزايدة يوماً بعد آخر .
ولم يقتصر التغير على وسيطة نقل الركاب بل شمل ذلك كافة مناحي الحياة , فالأعمال الزراعية أصبحت في غالبيتها تتم آلياً و تزايد عدد الجرارات الزراعية تزايداً كبيراً , رافقه أيضاً زيادة في عدد الحصادات كما أنَّ التطور الصناعي الذي حصل في محردة أدى إلى تزايد في عدد سيارات الشحن , كما أدى تزايد عدد موظفين الدولة من أبناء محردة و المتعلمين منهم في جامعات و معاهد القطر إلى ازياد عدد السرافيس و دخول العديد من شركات نقل الركاب حيث أصبح لها مكاتب في محردة لتسيير البولمانات باتجاه حماه – حمص – دمشق
و باتجاه اللاذقية
و باتجاه حلب
و باتجاه بيروت
و قد أدى هذا كله إلى تطور شبكة المواصلات كماً و كيفاً خاصة و أنَّ مدينة محردة تحتل مركزاً متوسطاً في محافظة حماه و تقع على الخط الرئيسي ( حماه – اللاذقية ).
فقبل افتتاح طريق محردة – نهر البارد – بيت ياشوط كانت معظم حركة النقل لا تمر من محردة بل تسلك طريق حماه – حمص – طرطوس – اللاذقية . و لكن بعد افتتاح طريق طريق بيت ياشوط عبر جبال العلويين أصبح طريق حماه – محردة – بيت ياشوط –اللاذقية أكثر استخداماً من الطريق السابق بكثير .
و لا توجد في مدينة محردة إلا سكة حديد واحدة لنقل المحروقات البترولية من حماه إلى المحطة الحرارية في محردة.
وينعدم في محردة النقل الجوي و المائي .
طرق المواصلات :
تتمثل طرق المواصلات في محردة بالطرق البرية , و تعد الطرق المفروشة بالإسفلت هي محور اتصال هذه المدينة بغيرها و تزداد كثافة شبكة الطرق في الأجزاء الغربية و الجنوبية من المدينة.
و لا يقل عرض الطرق الرئيسية التي تربط محردة ببقية المدن و القرى الأخرى عن (20) متراً وهذه الطرق هي :
أ- طريق محردة – حلفايا (3)كم و هو يتجه إلى الطيبة-حلب مباشرةً
ب- طريق محردة – شيزر (3)كم و استمراراً عند الغرب إلى السقيلبية .
ت- طريق محردة – دامس – تل سكين فانتهاء بطريق مصياف العشارنة . و طول هذا الطريق (18)كم
ث- طريق محردة – معرزاف ( 4 ) كم
ج- طريق محردة – المجدل – الشيحة – حماه (22)كم
شبكة طرق المواصلات البرية من و إلى محردة
و تتميز محردة بطرقها الداخلية ( داخل المدينة ) حيث كلَّها معبده بشكل جيد و معظمها عريض لا يقل عرض الطريق عن (11) متر .
و تحتوي محردة على خمس دوارات لتنظيم حركة السير في هذه المدينة الجميلة .
*خاتمة*
وهكذا نكون قد استعرضنا تطور مدينة محردة سكانياً و عمرانياً و اقتصادياً و خدميا ً .
و لملك الملوك وربِّ الأرباب كل الطاعة و الإكرام و المجد.
و نتمنى أن نكون قد و فقنا بذلك
المراجع :
1. د . علي حربة ( محافظة حماه ) 1985
2. سمير قشوة ( محردة و شيزر عبر التاريخ)
3. المعجم الجغرافي للقطر العربي السوري ( المجلد الخامس)
4. أ . جوني حنكليس ( دراسة ميدانية في المنطقة الوسطى ) 2007
5. الأب عبدو نجار ( تاريخ أبرشية حماه )
6 – الكاتب : محفوظ أيوب ( مدينة الشمس )
7 – مفيد نبزو ( كرم الغزل )
الفهرس :
• مقدمة
• الفصل الأول : تطور السكان في محردة
• الفصل الثاني : نمو محردة و شكل العمران فيها
• الفصل الثالث : تطور الزراعة في محردة
• الفصل الرابع : التطور الصناعي في محردة
• الفصل الخامس : التطور التجاري في محردة
• الفصل السادس : تطور الخدمات في محردة
• الفصل السابع : النقل و المواصلات في محردة
• الخاتمة
• المراجع
أ0 أميرة وليد الأمير †
