أالحلم المستحيل
تمنى لو أرجع طفلا ولو لساعة واحدة لا غير، لأركب العصا الطويلة، وأركض بأقصى سرعتي لغير ما سبب، أسمع وقع أقدامي، تدب على الأرض الصلبة، لأجرّ غصن شجرة يابساً، وأفرح بالغبارالذي يحدثه ورائي.
لأرشق كلب الجيران بالحجارة،
وأتمتع بنباحه الذي لا يلبث أن يتقلص كالقوقع،
لأغمض عيني وأنصت إلى صراخ
حناجر رفاقي على مربعات قلبي،
وأنا أصغي إلى دقات قلبي المتلاحقة،
بعد الركض والقفزو اللعب المتواصل.
لألقي بسن الطفولة في عين الشمس التي تتدحرج نحوها لعلها تستبدلها بسن الرجولة.
لأراقب شجرة الصفصاف، وهي تنثر أوراقها كالدموع،
لأجلس إلى جانب جدتي أصغي إلى حكاياتها الشيقة المكررة التي كانت تخلب اللب،
الآن أتساءل حائراً ترى متى قفزت من دنيا الطفولة إلى دنيا الرجولة؟!!
متى عرفت الفرق بين عيون الأطفال،وعيون الكبار؟!!
وفي أي يوم بدأت أعيش بعيني عقلي بدلا من قلبي؟!!
لم يكن بإرادتي أن أدع تلك الأيام الحلوة تفلت مني ،
مللت أن أكون كبيراً، واشتاقت إلى الطفولة عيوني.
أبتهل إليك يا رب ألا تجمد ما تبقى من هذه الجذوة المقدسة في قلبي.
بأن أرجع طفلا ولو لساعة واحدة لا غير.
محفوض جروج - سوريا - محردة