الظهـــــــور الإلــــــهي
المهندس جورج فارس رباحية
يُعرف هذا العيد بعيد الغْطاس أو عماد ربنا يسوع المسيح لأن السيد له المجد اعتمد في نهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان .
اما إنه يُدعى بالظهور الإلهي فذاك لأن الثالوث الأقدس قد ظهر للعالم .
ظهر الكلمة الأقنوم الثاني بالجسد وهو يتقبّل العماد في نهر الأردن
ظهر الروح القدس الأقنوم الثالث بشكل حمامة .
وسُمع صوت الآب يقول : أنت إبني الحبيب الذي به سررت ( مرقس 11:1) ويعتبر هذا العيد أهم الأعياد لأنه ظهرت فيه الأقانيم الثلاثة بجلاء فاستنار العالم بظهورهم المقدّس .
وتمّت المعمودية هكذا :
(( ولما قدم يسوع من الجليل إلى الأردن ليعتمد من يوحنا . لكن يوحنا مانعه قائلآً أنا المحتاج أن أعتمد منك وأنت تأتي إلي ( متى 14:3 ) فأجابه يسوع إسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمّل كل برٍ , حينئذ سمح له , فلما اعتمد منه صعد من الماء وإذا السماوات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مِثل حمامة وآتياً عليه وسمع صوت الآب يقول : هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت ( متى 17:3 ) ))
والسؤال هل كان السيد المسيح بحاجة إلى التوبة والعماد ؟
يقول القديس بطرس عن السيد المسيح : لم يصنع خطيئة ولم يوجد في فمه مكر
(1 بطرس 22:2) وقال السيد عن نفسه : إني وديع ومتواضع القلب (متى29:11) ولما قدّموا يسوع إلى بيلاطس قال هذا لرؤساء الكهنة وللجمع : إني لا ارى على هذا الرجل جرماً
(لوقا 4:23) . وأيضاً كان يوحنا المعمدان يمانع أن يعتمد السيد المسيح منه كما تبين أعلاه .
هذا وتنبأ القديس يوحنا المعمدان عن العماد :
أنا اعمّدكم بالماء والتوبة أما الذي يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن أنحني وأحلّ سيور حذائه , أنا عمدتكم بالماء أما هو فسيعمّدكم بالروح القدس (مرقس7:1)
هذا ماتبيّن لنا بأن السيد المسيح أراد أن يعتمد من يوحنا لا لخطيئة ارتكبها أو ورثها لكن ليعطينا مثالاً تقتدي به .
ومن هذا اليوم الشريف كانت بداية معمودية المسيحيين وفيه ابتدأت الكرازة الخلاصية بملكوت السماوات .
ويعيّد له في اليوم السادس من شهر كانون الثاني من كل عام .
ويصنع المؤمنون في بيوتهم بهذه المناسبة بعض الحلويات مثل : الأقراص ـ الكرابيج ـ القراقيش ـ السمبوسك , وتؤكل مع الناطف .
وكل عام وانتم بخيـــــــــــر
6/1/2005 المهندس جورج فارس رباحية
المصادر :
ـ السواعي الكبير 1886
ـ مجلة النعمة 1961
ـ الكتاب المقدس 1951