مباراة في خلق الإنسان

مباراة في خلق الإنسان

اجتمع في أحد الأيام مجموعة من العلماء , و قرَّروا أنَّ الإنسان قد وصل إلى مستوٍ عالٍ جداً من القدرة و الذكاء و الكفاءة , حتى أصبح باستطاعته أن يستغني عن الله . فطلبوا من أحدهم أن يُخبر الله بذلك . فذهب ذلك العالم إلى الله وقال له ( يا الله لقد قرَّرنا بأننا لسنا بحاجة إليك بعد الآن , لأننا قادرون أن نصنع الكثير من الأشياء العجائبية , فلماذا لا تذهب بعيداً عنَّا ؟ )
سمِع الله لذلك العالِم بصبر , و بعد ذلك قال له : ( ما رأيك في أن نجري مباراة في صنع الإنسان ؟ ) . فأجاب العالِم : حسناً عظيم . و أضاف الله : سوف تفعل كما فعلت أنا في الأيام القديمة عندما صنعت آدم . فقال العاِلم : بالطبع لا توجد مشكلة لدينا . و انحنى و أخذ لنفسه قبضة من التراب ليبدأ بها في صناعة إنسان . فنظر الله إليه و قال : لا , لا ... لا تأخذ من هذا التراب , لأنني صنعته , اذهب و احضر ترابك .
تبين هذه القصة التوضيحية حقيقة أنَّ العلماء غير قادرين على خلق حياة إنسانية , و في جميع محاولاتهم كانوا يتجاهلون نقطة هامة للغاية هي أنَّ الله قد بدأ الخليقة من لا شيء و عمل كل شيء . لقد قال الله ليكن فكان . لأنَّه هو أمرَ فصار . لأنَّه كلي القدرة .
ففي كل مرَّة نريد أن نصنع شيئاً جديداً يجب أن نذكِّر أنفسنا بهذه الحقيقة , أنَّ الله هو الذي خلق كل شيء من العدم . و أننا نستخدم العناصر التي خلقها الله , و العقل الذي خلقه فينا , و القوانين الطبيعية التي سنَّها منذ خلق العالم , و الإمكانيات المتاحة التي جعلها بين أيدينا , لكي نبتكر شيئاً جديداً .

أ . جوني جورج حنكليس - محردة

لأن لله كل القوة والمجد إلى أبد الأبدين أمين

آمين