أبناء الملك

أبناء الملك :



كبر أحد الملوك في العمر و أصبح رجلاً مسنّاً , و كان له ثلاثة أبناء فأراد أن يختار أحدهم ليصبح ملكاً من بعده .
و ذات يوم جمعهم و قال لهم أريد منكم أن تقولوا لي أفضل شيء قمتم به في حياتكم , و لنبدأ بالأبن الأكبر .
فقال الأكبر : في يوم من الأيام كنت أسير في الطريق بمفردي على شاطئ البحر , و فجأة سمعت أحد الأولاد يصرخ طالباً النجدة , نظرت بسرعة ناحية الصوت فوجدت الصبي يكاد يغرق و هو لا يعرف السباحة و يحاول أن ينجو بنفسه دون فائدة . و على الفور توجَّهت إليه و بذلت جهداً كبيراً حتى أنقذته . فأجاب الملك : حسناً يابني قد فعلت , فأنت بطلٌ حقاً .
و بعد ذلك تقدَّم الابن الثاني و قال : أما أنا فأفضل شيء قمت به كان منذ سنوات قليلة , عندما ترك عندي أحد الأصدقاء حقيبة مملوءة بالذهب و سافر إلى بلاد بعيدة و تركها عندي أمانة حتى يعود .
و سافر هذا الصديق و لم يعد حسبما وعد , لكنه تأخر عن موعده أكثر من أربع سنوات , و أخيراً فوجئت بعودته و طلب مني الأمانة , فأحضرتها له على الفور , فقام بفرزها و تأكَّد أنَّه لم يُفقد منها شيء. فأجابه الملك : حسناً فعلت يابني , فالأمانةيجب أن تُرد لأصحابها .
و أخيراً جاء دور الابن الثالث فقال : أما أنا يا أبي فذات يوم كنت فوق الجبل , فوجدت عدوي و قد غلبه النوم , و كان على قمة مرتفعة و كاد يسقط . و على الفور أنقذته من السقوط . فاندهش لما فعلت معه , لأنّه كان يكرهني , فقلت له : لست إلا عدواً شريفاً . فأجاب الملك : حسناً جداً يا بني أن تنقذ إنساناً من الموت بالرغم من أنَّه عدو ... الآن اسمعوا يا أبنائي , إنَّ انقاذ غريق واجب , و ردَّ الأمانة لأصحابها واجب على كل إنسان , لكن انقاذ عدو ليس باستطاعة كل إنسان أن يعمله . إذاً أنت يا بني أحق بالمملكة من بعدي .

أ . جوني جورج حنكليس - محردة

شكرا ًً كتير لفكرك الرائع والمستوحي من المسيح الذي يؤكد لنا في متى 5: 43- 44
((سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك 0 وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعدائكم 0 باركوا لاعنيكم 0أحسنوا إلى مبغضيكم 0 وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردوكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات 0 ))

أتمنى أن نعيش هذا الفكر ( فكر المسيح )
لا أن نُسرَّ به فقط